تعد رحلة نمو الجنين أحد أكثر المواضيع إثارةً وعمقاً في علم الأحياء البشرية. يبدأ هذا المسار الرائع للحياة بمجرد تلقيح البويضة بواسطة الحيوان المنوي الصحيح خلال عملية الإخصاب. ومن لحظة تلك اللحظة التاريخية، تبدأ الرحلة التي تستمر لمدة تسعة أشهر تقريباً وتتنوع فيها مراحل النمو بشكل مذهل وبإيقاع دقيق ومحدد. سنتناول هنا هذه المراحل المتسلسلة بدءاً من أول أسبوع حتى نهاية الشهر التاسع.
الشهر الأول:
في بداية حمل الأم، تصبح البيضة المخصبة كياناً مستقلاً تسمى "الزيجوت"، وهي تتكون من خلية واحدة فقط. وبعد ذلك، تنقسم الزيجوت إلى عدة خلايا صغيرة تعرف باسم الأجنة وفي اليوم الخامس، تأخذ شكل كيس الحمل الذي ينتج هرمونات الحمل ويؤدي غرسها بجدار الرحم لتكوين المشيمة لاحقاً. بحلول نهاية الشهر، يصل طفل الأنبوب إلى حوالي 2 ملم ويتطور فيه برعم الدماغ والقلب والمخ والأمعاء وغيرها الكثير.
الثاني والثالث:
يتواصل نمو الطفل داخل الرحم بسرعة كبيرة خلال الأشهر التالية. فعلى سبيل المثال، يتم تشكيل العظام والعضلات الرئيسية بينما يستقر الجهاز العصبي المركزي ويصبح القلب قادراً على ضخ الدم عبر الشرايين الصغيرة الصغيرة. يمكن أيضاً رؤية اليدين والقدمين وهيكل الوجه الأساسي للأجنّة الآن ويمكن للطبيب استخدام الموجات فوق الصوتية لمراقبة تقدم نموها الصحية.
من الرابع إلى السادس:
بدايةً من الشهر الرابع، يزداد الحجم العام للجسم جنينه بشكل كبير وأكثر وضوحا بالنسبة للمشاعر الحسية لدى الأمهات مستقبلاتٌ جديدة مثل الغدد الثديية والتي ستنتج حليب الثدي بعد الولادة مباشرة إضافة للتغيرات الأخرى الهامة جداً أثناء محاولة التعامل مع زيادة الوزن والحساسيات الجديدة المرتبطة بالحمل والتي قد تعكر صفو الحياة اليوميه لكثير من النساء خلال هذه الفترة الحرجة نسبياً مقارنة بالسابق لها وإليها .
السابع والسابع عشر:
بات الجسم مكتمل الأجزاء الأساسية له ويفضل أن نلاحظ بعض المهارات البسيطة مثل حركة الرأس والإمساك بالأصابع وما شابه مما يعطي الفرصة الأولى لأولياء الأمر ليشاركوا تجربة التواصل المبكرة والتفاعلية بين عائلتهم الواحدة...
التاسع:*
بعد ما يقارب التسعة اشهر كامله يدخل الطفل مرحلتــه النهائية قبيل ولادتِـه الأخيره ,حيثُ يزداد وزن الطفل فتصير لديه القدرة اللازمة للإستقرار خارج الرحم وخلال الاسبوع الاخير يحدث العديد من التحولات الفيزيولوجية الطبيعية استعداداً لمرحلة حياتهو الخارجيه الاولى منها عبوره لقناة الولاده ثم بدأ التنفس واستقبال العالم الكبير بكل ابعاد وجوده المختلف تمام الاختلاف عمّا كان عليه سابقا ....
---
تسعى الدراسات الحديثة دائماً لاستكشاف جوانب مجهولة متعلقه بفترة الحمل وأثرها الطويل المدى علي الأطفال حديثي الولاده ، حيث تبحث الانظمه العلميه المعاصره بشده حول طرق تحسين الصحة العامة للسيدات اثناء حملههن وتحسين فرص الناجين منهم ضد احتمالية تعرض اطفالهم المستقبليه للمشاكل الصحيه الوراثيه المختلفة ...وبهذه الطريق يأمل المجتمع الطبي العالمي معرف المزيد عن كيفية دعم افضل لكل الجنس البشريه منذ اول يوم عمره ......