على الرغم من أن بعض الروايات تشير إلى تحذير النبي صلى الله عليه وسلم النساء من "الأحمرين" - الذهب والمعصفر، إلا أن هذه الروايات ليست ذات سند صحيح وفقاً لأغلب علماء الحديث. وبالتالي، فإن حكم عدم إثبات هذه الروايات يقودنا إلى النظر فيها بموضوعية أكبر.
يتناول الحديث تفسيراً عميقاً للتحديات المحتملة المرتبطة باستخدام هذه الأشياء بصورة غير معتدلة أو مفتونة. الشأن ليس مجرد منع استعمال قطع المجوهرات أو الملابس الملونة - فهذا في حد ذاته أمر محبذ ومشجع ضمن الحدود الإسلامية. ولكن التأكيد هنا على الخطر الذي قد يحدث عندما تؤدي مثل هذه الأشياء إلى إنشاء حالة من الاعتماد الأعمى والاستخدام المستغل لها بطريقة تتعارض مع القيم الأخلاقية والدينية.
كما ذكر أحد العلماء، يمكن مقارنة ذلك بالحذر بشأن العلاقات الزوجية والعائلية رغم أنها ضرورية وصحيحة داخل المجتمع المسلم. فالإسلام يدعو الناس لتقدير ونيل المتعة بالحلال، ولكنه أيضاً يحذر من الوقوع فريسة للأهواء والجشع والذي قد يؤدي إلى الضرر الشخصي والفساد الاجتماعي.
ومن خلال هذا المنظور، فإن رسالة الحديث ليست التقييد المطلق لاستعمال الذهب والمعصفر، بل هي تحذير ضد سوء الاستخدام لهذه الأشياء بما يشكل تهديدا للقيم الدينية والأخلاقية. إنها دعوة للاستخدام المعتدل والحساس تجاه كل ما يمتلك القدرة على الانقلاب إلى مصدر للإغراءات الشخصية والفوضى الاجتماعية.
والخلاصة، أن القرآن الكريم والسنة النبوية لم يمنع بشكل قاطع استخدام الذهب والمعصفر بالنسبة للمرأة، ومع ذلك يجب التعامل معهما بحذر واستقامة تجنبًا لانعدام الاعتدال وسوء التدبير.