تعد مشاكل الرؤية أمرا شائعا يواجهها الكثيرون حول العالم، وتشمل هذه المشكلات ما يعرف بقصر النظر وطول النظر. يُعتبر كلٌّ منهما نوعاً من الاضطراب في تركيز العين الطبيعي وقد يؤثران بشكل كبير على قدرة الشخص على رؤية الأشياء الواقعة بالقرب منه أو البعيدة عنه حسب حالة كل شخص. سنستعرض هنا تفاصيل أكثر حول كلا النوعين وكيف يمكن التعامل معهما.
قصر النظر (Myopia):
يُطلق عليه أيضا اسم "نقص الإبصار"، ويحدث عندما تكون العدسة داخل العين أو شكل القزحية غير قادرٍ على التركيز بشكل صحيح على الأجسام البعيدة. نتيجة لذلك، تبدو الأمور التي تبعد عن الشخص ضبابية أو مضببة. هذا النوع شائع جدا بين الأطفال والمراهقين، ولكن قد يستمر حتى مرحلة الشباب والكبار أيضًا. تشمل الأعراض المعتادة لقصر النظر الحاجة إلى إبعاد الجسم المرئي لأداء مهام مثل القراءة أو مشاهدة التلفاز. عادة ما يتم تصحيح قصر النظر باستخدام النظارات الطبية أو عدسات لاصقة ذات قوة سلبية تعمل على إعادة توجيه الضوء نحو شبكية العين بدلاً من تمريره أمامها كما يحدث عند الأشخاص ذوي الإبصار الجيد.
علاج قصر النظر:
يتضمن العلاج الرئيسي لقصر النظر استخدام وسائل تصحيحية مثل النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة. هناك خيارات أخرى أكثر تقدمًا تتضمن عمليات جراحية متخصصة لإعادة تشكيل القرنية لتحسين التركيز بدون الاعتماد على الوسائل التصحيحية الخارجية. ومع ذلك، ينصح باستشارة طبيب متخصص قبل التفكير في أي إجراءات طبية لتحديد أفضل مسار علاجي لحالتك الخاصة بناءً على درجة شدتها وأهدافك الشخصية.
طول النظر (Hyperopia):
من ناحية أخرى، نجد أن طول النظر يشير إلى عدم القدرة الطبيعية للعين على التركيز بشكل واضح للأجسام القريبة بينما قد تتمكن رؤيتها للبعيد باعتدال. ويعود السبب غالبًا إلى قِصَر طول كرة العين مقارنة بنسبة انحناء سطح القرنية مما يحجب الأشعة الضوئية أثناء دخولها عبر فتحة الحدقة وبالتالي تعجز الشبكية عن التقاط الصورة كاملة وصافية لدى المقارب منها.
علاج طول النظر:
يتم التعامل مع حالات طول النظر غالبًا بنفس طريقة مواجهة قصر النظر؛ وذلك بتقديم دعم بصري إضافي سواء كان ذلك عبر النظارات الطبية ذات الزجاج المكبر أو العدسات اللاصقة المصنوعة خصيصا لهذه الغاية والتي تساهم في تحسين زاوية سقوط أشعة الضوء باتجاه الجزء الداخلي لعين الإنسان المؤدي مباشرة لشبكته إذ تجتمع جميع المحاور فيه وينتج عنها صورة مرئية منظمة ومفهومة عقليا لنا كمستهلك لها! أما بالنسبة لمن هم أقل حماساً لاستخدام أدوات خارجية فقد توفر بعض تقنيات الليزر الحديثة اليوم فرصة لجراحة بسيطة تُعنى بإصلاح تغييرات قصيرة المدى ضمن هيكلية قرنية العين نفسها بما يساهم بازالة حاجتها للقوة المساندة المستقاة سابقآ من خارج جسم الانسان. لكن كما ذكر سابقا ، فإن الأمر بحاجه الي توافق مهني طبياً ليناسب حالتكم الصحية العامة والحالات الامراضية الأخرى المترافقه احياناً فيما يسمونه بالظروف الثانوية الهامشية .
ختاماً ، فإن استشارة الفاحصين الخبراء ستكون خطوتك الأولى نحو فهم دقيق لمسببات ضعف نظرك ومن ثم اختيار الحلول الأنسب لك وفق وصف حالتهم الصحية الصحيحة لكل فرد فينا فللسرعة وليس للمسافة وحدها أهميته القصوى حين الحديث والعلاج بكل خصوصية خاصة بالحالات الظاهرية للجسد الإنساني !