في روسيا، توفر الحكومة منحة قدرها 450,000 روبل لكل أسرة لديها ثلاثة أطفال بهدف مساعدتهم على شراء العقارات. ومع ذلك، فإن الشرط الوحيد لاستلام هذه المنحة هو الحصول على قرض ربوي (mortgage) من أحد البنوك لشراء منزل. كثيرون قد يتساءلون عن شرعية قبول مثل هذا العرض نظراً للمبادئ الإسلامية المحظورة للاقتراض بربا.
ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حرمة الاقتراض بربا بشكل قطعي. يقول الله تعالى في سورة البقرة، الآيات 278-279: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله". وفي الحديث الذي رواه مسلم، لعنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه، حيث تعددت الآثار الدالة على حرمة الربا واتفاق الفقهاء على ذلك بلا استثناء.
على الرغم من أهمية المنحة الحكومية المقدمة للشراء العقاري، يجب عدم تجاهل خطورة الوقوع في الربا لتحقيق مصالح دنيوية قصيرة الأجل. فقد وضع علماء الدين الإسلامي حداً واضحاً لهذه المخاطر، معتبرين الإقبال على الربا كارثة أكبر من تناول الخمر والسكران الذي يحاول التقاط القمر حسب قصة ورد ذكرها ضمن التراث الفقهي للإمام مالك بن أنس. وبالتالي، فإن الفرار من الوقوع في الربا مطلوب بشدة حتى لو أدى ذلك لفقدان الأمل بالحصول على المكافآت والمزايا المؤقتة. ويعد التمسك بتعاليم الدين والإيمان والشريعة أفضل طريق نحو رضا الرب سبحانه وتعالى والاستقرار الروحي والعيش بسعادة تحت ظل أحكام ديننا الغراء.