معنى التسبيح في قوله تعالى وسبح بالعشي والإبكار: دراسة تفصيلية

التعليقات · 0 مشاهدات

في الآية الكريمة "واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار" التي نزلت بشأن النبي زكريا عليه السلام حسب حديث القرآن الكريم، يتم تحديد مفهوم التسبيح باعتبار

في الآية الكريمة "واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار" التي نزلت بشأن النبي زكريا عليه السلام حسب حديث القرآن الكريم، يتم تحديد مفهوم التسبيح باعتباره جزءًا مهمًا من عبادة الإنسان. يشرح علماء الدين الإسلامي المعنى المقصود بهذا الأمر الرباني بشكل تفصيلي.

يشير مصطلح "العشي" إلى نهاية اليوم عندما تبدأ الشمس بالتراجع نحو الغروب، بينما يشير مصطلح "الإبكار" إلى فترة الصباح الأولى بدءًا من طلوع الفجر وحتى شروق الشمس.

بالنسبة للتسبيح ذاته، فقد ذهب بعض المفسرين إلى اعتباره بمثابة أداء الصلاة نفسها بسبب ارتباط التسبيح بتوحيد الله وتعظيمه وتمجيده وفق التعريف القرآني بأن الصلاة تتضمن مثل تلك الأعمال الروحية. مثال ذلك قول الواحدي الذي رأى أن التسبيح هنا يعني القيام بالصلاة كنوع من الاحترام والتقديس لله عز وجل. وكان لهذه الرؤية تأييد لدى بغوي وابن جوزي وغيرهما حيث رأوا تشابه كبير جدا بين ممارسات الصلاة والمبادئ الرئيسية لتسبيح اسم الله سبحانه.

من جهة أخرى، هناك منظور آخر يقول إن التسبيح يشير حرفيًا إلى تكرار عبارات خاصة كتلك المتعارف عليها وهي "سبحان الله وبحمده"، كما اقترحت بذلك كل من ابن عطية وابن كثير اللذان أكدا على أهمية تطبيق المشاعر والأفعال المرتبطة بالتسبيح أثناء ساعات العشي والإبكار.

وفي حين قد يكون الجمع بين هذه التفسيرات ممكنًا - مما يؤكد احتمالية وجود علاقة ترابط كبيرة بين أداء الصلاة والحفاظ على حالة مستمرة من الثناء والتوجه الروحي نحوالخالق طيلة اليوم بدون استثناء سواء كانت الصلاة التقليدية أو الذكر الشفهي المنتظم-. إلا أنه يجب العلم بأن الاختيار النهائي لهذا التأويل يعود للمفسر بناءًعلى فهم عميق لفروقات السياقات داخل النصوص المقدسة بالإضافة إلى رؤيته الخاصة حول طبيعة العلاقة بين الوحدتين الرئيسيتين للعابد: القلب واللسان.

وأخيراً وليس آخراً، فإن توصيف المصنف الأكثر شهرة لدراسات علم التفسير محمد بن جرير الطبري لمسألة التدبر حول هذه الآيات جاء خلاصة منطقية وملائمة تمامًا لذلك الجزء من المحاور النظرية والتي تتمثل في وصف العملية برمتها كمصدر للحصول على فضائل عظيمة عبر تحقيق قدر مناسب من البركات الدينية خلال لحظة يومية محددة فقط ولكن بطريقة شاملة ومتعمقة للغاية تحت مظلة واحدة وهي نوع جديد من الشعائر العامة المستمدة أساسيتها مباشرة من رحاب التقرب الخالص الى الخالق القدير جل وعلى ودون حاجة لأداء شعيرة دينية رسمية خارج حدود الحدود الموضوعة لها شرعا وفي نفس الوقت بموافقة ضمنية لاحتمالات عديدة لسلوك مسارات مختلفة لنفس المضمون العام المضمون لغاية الوصول الي نتائج ذات هدف واحد مقدسا واسمه الأسمى هو تقوية روابط الاتصال والاستمرارية مع المصدر الأعظم لكل خير وصلاح مهما تعددت أساليبه الظاهرة !!

التعليقات