يعد سرطان الغدد اللعابية حالة طبية نادرة لكنها خطيرة تؤثر بشكل أساسي على الغدد المسؤولة عن إنتاج لعاب الفم. هذه الحالة غالباً ما تنشأ من الخلايا التي تشكل القنوات الموجودة داخل تلك الغدد. هناك ثلاث أنواع رئيسية من السرطانات المرتبطة بالغدد اللعابية وهي سرطانات الغدة تحت الفكية، وسرطانات غدة باروتيد، بالإضافة إلى الأورام الحميدة وغير الحميدة الأخرى.
تتنوع الأعراض بناءً على موقع الورم وحجمه. قد يشعر الشخص المصاب بتورّم في الرقبة أو الوجه بالقرب من إحدى الغدد اللعابية. كما يمكن أن يواجه صعوبات في البلع أو الشعور بالألم أثناء عملية المضغ. وفي الحالات الأكثر تقدمًا، فقد يعاني أيضًا من مشاكل في النطق والتغذية بسبب الضغط المتزايد على المنطقة المحيطة بفمه وفمه نفسه.
بالرغم من عدم وجود سبب محدد معروف لسرطان الغدد اللعابية، إلا أنه ترتبط بعض العوامل بمخاطره مثل التعرض للإشعاع سابقاً، التاريخ الطبي العائلي للسرطان، العمر (معظم الحالات تحدث بعد سن الأربعين)، والجنس (حيث يتعرض الرجال له أكثر).
العلاج يعتمد عادة على مرحلة المرض وشدة حالته عند التشخيص. الجراحة هي خيار العلاج الرئيسي، وتختلف التقنية حسب نوع الورم وموقعه. قد يتطلب الأمر أيضاً العلاج بالإشعاع أو الكيميائي قبل العملية وبعدها لتقليل احتمالية الانتشار. بالنسبة للحالات المستعصية، يتم استخدام مجموعات علاج متكاملة تتضمن الجمع بين كل الأدوات الثلاث - الجراحة والإشعاع والكيمياء - لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.
من المهم جداً مراقبة أي تغييرات غير طبيعية في منطقة الفم والحلق واستشارة الطبيب فور ملاحظة ذلك. إن اكتشاف سرطان الغدد اللعابية مبكراً يساهم كثيراً في فعالية العلاجات المتاحة ويحسن فرص الشفاء بإذن الله تعالى.