يمكن للمسلمين استخدام البنوك الإلكترونية مثل PayPal وPayoneer وTransferWise وStripe في عمليات دفع واستلام الأموال عبر الإنترنت بشرط اتباع بعض الضوابط الشرعية المهمة. إليك التفاصيل الكاملة:
هذه البنوك تعمل بشكل أساسي كنظام دفع، وتحصل على عمولات نظير خدمات التحويل المالية. ليس هنالك مانعٌ شرعيٌّ في التعامل مع هذه الشركات مادامت تلعب دور الوسيط بين المُرسِل والمُرسَل إليه فقط. أما بالنسبة لكيفية إدارة البنك لأموال العملاء، فقد ظهرت عدة وسائل قد تكون غير واضحة للوهلة الأولى:
أولاً، عندما تقوم بإيداع مبلغٍ ما في حسابك بالبنك الإلكتروني، يجب أن يكون هذا الإيداع ضمن "الحساب الجاري"، وليس "استثمار" أو "توفير". وفقًا لقرار المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، يُعدُّ رصيد حسابك الحالي قرضًا تقدمينه للبنك، وبالتالي تتحمل أنت مسؤولية رد هذا المبلغ حسب طلبك.
لكن هناك نقطة مهمة تحتاج إلى الانتباه إليها: عدم قبول أي هدايا مقدمة من تلك المؤسسات المالية بسبب ارتباطها بالقروض المستحقة والتي تعد محرمة شرعًا بحسب السنة المطهرة. بالإضافة لذلك، يتعين التأكد مما إذا كانت سياسات الشركة تسمح باستثمار أموال العملاء بممارسات ربوية، وفي حال ثبت ذلك - وهو الأمر الأكثر شيوعًا مع أغلبية شركات الدفع العالمية الكبرى - ينصح باستخدام البدائل المناسبة متاحة لديك.
ومن الجدير بالإشارة هنا إلى حرمانية صرف الأموال عبر البنوك الربوية، خاصة وأن الحلول البديلة متوفرة وممكنة الوصول إليها كالخدمات المقدمة من مؤسسات مالية اسلامية مرخصة ومعروفة. وينصح بتفضيل التعامل مع الأخير منها قدر الإمكان نظرًا لتوافقها مع الأحكام القانونية للشريعة الاسلامية وحماية أموال المواطنين المسلمين داخل البلاد خارجياً أيضا.
ختاماً، لقد توضح لنا الحديث السابق أهمية حسن الاختيار والتأكد من امتلاك خلفية شاملة حول طبيعة عمل هذه الشركات وكيف تتعامل مع مدخرات الزبائن قبل القيام بأي نوع من التصريفات عبر شبكات اقتصاديات عالم المواقع الشبكية الحديثة("إنتنر نت").