إذا طلقت أختك وتولت حضانة الأطفال لوالدهم المتزوج حاليًا، فلا يوجد التزام قانوني عليك لاستضافتها أو أبناءها في بيتك. إن القيام بذلك يعد عملاً كريماً ونابعاً من الأخلاق الحميدة والإحسان التي تشجع عليها الشريعة الإسلامية وستكون موضع تقدير وجدارة بالثواب. ومع ذلك، يجب احترام رغبتك كمالكة للمنزل فيما يتعلق بزيارة الأولاد ووقت وجودهم هناك.
وفقًا للشريعة الإسلامية، ليس لطليق أختك الحق في دفعك لتوفير مكان لهم للإقامة دون موافقة واضحة من جانبك. يعترف القرآن الكريم بحق صاحب المنزل بالحفاظ على ملكيته الخاصة والحفاظ على حرمة بيته عندما يقول "ولا تدخلوا بيوت غير بيوتكم حتى تستأنسوا وأن تسلموا على أهلها" (النور:27)، مما يؤكد أهمية الحصول على إذن قبل دخول أي شخص لمنزلك.
بالإضافة إلى ذلك، يشير الحديث النبوي الشريف إلى عدم مشروعية انتفاع الآخرين بالأشياء الشخصية إلا بتراضي صاحبها ("لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه") كما ذكر ابن كثير رحمه الله. وهذا يعني أيضًا البيت والممتلكات الأخرى المرتبطة بك بشكل وثيق والتي تعتبرها خاصة جدًا. وبالتالي، فإن قرار السماح لأبنائك المقربين بقضاء الوقت معك أثناء زيارات محددة هي مسألة تتعلق برفاهيتك وحدود راحتك.
في حالة مثل هذه الظروف، يكون من المناسب التعامل مع الوضع بكل هدوء وعقلانية، والسعي للحلول السلمية التي تراعي حقوق الجميع وكرامتها. وينصح بشدة باحترام حدود بعضكما البعض واتباع نهج مبني على التفاهم والتآزر بدلاً من فرض الرغبات المباشرة فوق مصالح الطرف الآخر. وفي نهاية المطاف، ستنعكس روح الاحترام المتبادل والاستيعاب في ديناميكيات العلاقات داخل العائلات المتباينة وتعزيز قدر أكبر من الاستقرار والعافية العامة لكل فرد المعني.