- صاحب المنشور: خطاب الشهابي
ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا والابتكارات الرقمية الحديثة، ثار نقاش بين خبراء الاقتصاد وعلم الاجتماع حول تأثير هذه التقنيات على سوق العمل. يُشير البعض إلى المخاوف بشأن فقدان الوظائف بسبب الأتمتة والتقدم الآلي بينما يرى آخرون فرصة لخلق وظائف جديدة ومستقبل أكثر رخاء.
من الواضح أن بعض الصناعات قد شهدت بالفعل تغييرات كبيرة نتيجة للتكنولوجيا. القطاع المصرفي هو مثال بارز حيث أدى استخدام البرمجيات الذكية وأنظمة التعامل الإلكتروني إلى تقليل الحاجة لموظفين بنكيين بشريين. هذا الأمر ينطبق أيضًا على العديد من المجالات الأخرى مثل التصنيع والنقل والإعلام. هنا يأتي تساؤل رئيسي: هل ستحل الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي محل العمال البشريين تمامًا؟
بحسب دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية عام 2019, فإن حوالي 75% من العمالة العالمية معرضة بدرجة كبيرة أو متوسطة للتعرض لتأثيرات التغيير التكنولوجي بحلول العام 2030.
على الجانب الآخر، يشير مؤيدو التكنولوجيا إلى أنها تخلق أيضا فرص عمل جديدة غير موجودة حاليا. تطوير نظم السيارات الذاتية القيادة مثلا سيحتاج إلى فنيين متخصصين لصيانة وصيانة هذه المركبات بالإضافة إلى مطورين برمجيين يعملون عليها وهندسين يحسنون كفاءتها. كذلك، تتطلب مجالات مثل الأمن السيبراني ولوجستيات التجارة الإلكترونية خبرة محددة ليست شائعة اليوم لكنها تصبح ضرورية مع تقدم الزمن.
بالإضافة لذلك، يمكن النظر إلى التعليم باعتباره أحد المحاور الرئيسية لهذه المعركة. إذا تم تأهيل الأفراد ليصبحوا قادرين على المنافسة ضمن اقتصاد مستقبلي قائم أساساً على المهارات والمعرفة المتقدمة، قد تكون التحولات الناجمة عن التقدم العلمي والعمراني أقل وطأة بكثير مما تبدو عليه الآن.
في الختام، رغم وجود مخاطر حقيقية فيما يتعلق بتفشي البطالة الجماعية بسبب الأتمتة، إلا أنه من المهم أن نتذكر أيضًا الإيجابيات المحتملة المرتبطة بالتقدم التكنولوجي. إن القدرة البشرية على التعلم والتكيف هي المفتاح لتحقيق توازن صحي ومتناغم بين الإنسان والتكنولوجيا.