في الإسلام، يُشدّد على حفظ الأعراض وعدم التعرض لعورات الناس، بما في ذلك النساء. لقد نهى النبي محمد ﷺ عن وصف النساء أمام الرجال الذين ليس لهم حق رؤية أجسامهنَّ، كما ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة : "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَطَّلِعَ الرَّجُلُ عَلَى بَعْضِ عِيَالِهِ".
وعلى الرغم من أن المرأة تكون ميتة، إلا أن احترام حرمتها يجب أن يستمر. فالنهي عن وصف المرأة لا يقصد به مجرد رفع اليد عن الخطيئة فقط، ولكن يتجاوز ذلك إلى الحفاظ على الكرامة البشرية والحماية من الوقوع في الفتن. لذلك، يشمل هذا النهى أيضاً الوصف بعد الوفاة، حيث إنه لا يمكن اعتبار الموت سبباً لإزالة الحدود الشرعية للحرام.
إذاً، من المهم الانتباه إلى طبيعة هذا الوصف وكيف يؤثر على الآخرين. فعلى سبيل المثال، إذا تضمن وصف مناطق حساسة أو أدى إلى إثارة شغف لدى المستمع بطريقة غير مناسبة، فهذه تعتبر انتهاكا لحرمة المتوفاة ويجب تجنبها تماما. بينما إذا اقتصر الأمر على بعض الخصائص العامة مثل الطول والشكل الخارجي العام، والتي لن تؤدي لأفتتان شخص آخر أو تشجع على النظر بشكل غير مشروع للمكان العاري للميتة، هنا نجد مجالاً أكبر للتسامح بشرط وجود حاجة ملحة لهذا النوع من التفاصيل.
وفي النهاية، بغض النظر عن الظروف، فإن أفضل مسار هو الامتناع عن توضيح الأمور الخاصة بالأعضاء الداخلية والسطحية للعريضة قدر الإمكان خصوصياً عندما يكون باستطاعتنا ذلك بدون تأثير سلبي كبير على إيصال معلومات مهمة أخرى.