في مسألة صلاة الجماعة، يُطلب من المسلمين حضورها عندما تسمع نداء المؤذن إلا بحضور عذر شرعي. يدل على ذلك الحديث الشريف عن ابن عباس حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم "من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر". ومع ذلك، قد تنشأ حالات خاصة تتطلب تحليلاً دقيقاً لاستثناء تأثير مثل هذه الظروف على واجب صلاة الجماعة.
يمكن تقسيم حالة المسلم الذي يقيس درجة حرارة المصلين قبل الدخول للمسجد إلى حالتين أساسيتين:
الأولى: الحالة التي يكون فيها التصرف مرتبط بمصلحة أعلى تعتبر ذات أهمية بالغة. مثال على ذلك، إذا أمرت السلطات بإغلاق المساجد بسبب ارتفاع معدلات المرض، هنا يمكن اعتبار البقاء خارج المسجد لمن يقوم بتسجيل درجات الحرارة جزءاً من جهود مكافحة المرض وبالتالي محاولة لصيانة الحياة والتي تعد إحدى أركان حفظ النفس وفقاً للقواعد الإسلامية. وفي هذه الحالة، بما أن تحقيق العدالة بين المصالح والمفاسد هو أحد مبادئ الشريعة الإسلامية، يجيز القانون وقوع تلك المخالفة نظراً للمصلحة الأسمى. ويذكر الفقهاء المحافظ على الأصول الخمسة التي تضمنتها شريعة الإسلام -الدين والنفس والعقل والنسب والمال- كشخص فعال وكامل الأهلية.
الثانية: عندما لا يوجد سبب طارئ يستوجب القيام بذلك الإجراء المتعلق بتحرير الحرارة. هنا يجب النظر للأفعال بناءً على معتقداتي الشخصية واستراتيجيات إدارة الوقت بشكل عام. وإذا لم تكن هناك حاجة ماسة لتلك الخطوة ولم يكن الشخص متعود على أداء الصلاة ضمن مجموعة كبيرة بالجامع سابقاً، عندها لن يعد وجود هذا التعرض لعذر مشروع يؤدي للشطط في فهم تطبيق القوانين العقائدية المرتبطة بصلاة الجمع مما يؤثر لاحقا على قدرتهم الروحية المجتمعية.
لكن رغم كل شيء، حتى لو تم تصنيف الوضع الحالي داخل السياقات السكانية الأوروبية باعتباره عرضيا وغير مستدام، سيظل بالإمكان الاعتقاد بأن الممارسات الطبية المستمرة ستكون لها آثار إيجابية وتجنبا للإصابة بأمراض أخرى مهددة بالحياة البشرية كالتهاب الرئة مثلا والذي قد يحدث نتيجة انسداد المجاري الهوائية نتيجة لسعال شديد وفترة زمنية طويلة جدا أثناء شعائر الصلاة الجماعية التقليدية. لذلك فإن القرار النهائي حول جدوى الاحتفاظ بالسلوك القديم أم تغييره باتجاه إجراءات احترازية جديدة يتعين مراعاته بعناية حسب تقدير الأفراد المعنية بشخصيته الخاصة وخبرته الخاصة بالمحيط البيئي العام والوضع الطبي الخاص بهم أيضا.
وفي الأخير أكدت العديد من آراء علماء الدين وابن عثمان وابن باز ورغم اختلاف تفاصيل التفسيرات الا أنها تؤكد حقائق مشتركة وان أي مسلم ناوي الخير مهتم بالقضية سيرتب عنه مشاعر مشابهة تجاه قراره سواء اختاره بحرية او اضطرارا خلال ظروف صحية تشمل مجتمعاته المعتادة بالتزاماتها الدينية المنتظمة فتعتبر ايام العزل المنزلي او التنقلات العلاجية تسجيلات مضاعفة للأعمال اليومية الروتينية لحظة بقائكم معرضيين لهذه الاخطار الصحية المحتملة بدون قصد منهم ولكن بفعل قضاء القدر المقترن بذكائهم الإنساني.