تليف الكبد حالة خطيرة تتطلب رعاية طبية متخصصة لتقليل الأعراض وتحسين الجودة الحياتية للمريض. يحدث هذا المرض عندما يتم استبدال الأنسجة الطبيعية للكبد بالأنسجة الندبية بسبب مجموعة متنوعة من العوامل مثل التهاب الكبد الفيروسي، الشرب الزائد للكحول، أمراض المناعة الذاتية وغيرها. يعتبر العلاج الرئيسي لتليف الكبد هو معالجة الحالة التي أدت إلى ذلك أولاً إذا كانت قابلة للعكس، بالإضافة إلى إدارة المضاعفات الناتجة عنه.
يتضمن العلاج عادةً عدة جوانب تشمل تغييرات نمط الحياة والنظام الغذائي، والأدوية، وفي بعض الحالات المتقدمة، زراعة الكبد. إن اتباع نظام غذائي صحّي غني بالفاكهة والخضراوات والبروتينات الخالية من الدهون يمكن أن يساعد في تقليل الضغط على الكبد وتوفير المواد المغذية اللازمة لإصلاح الأعضاء. كما يُنصح بتجنب تناول الكحول والكافيين والإقلال من ملح الطعام لخفض ضغط الدم ومنع تجمع السوائل في الجسم.
بعض الأدوية قد تساعد في تخفيف الألم المرتبط بالتليف، ولكن معظم التركيز ينصب على الوقاية من المضاعفات الخطيرة. مثلاً، المنشّطات البيلارية (choleretics) والمُحفزات الصفراء (biliary stimulants) تُستخدم لتحفيز إنتاج الصفار وخفض مستوى البيليروبين في الدم. أما بالنسبة للألم فهو يعالج بمراقبة الدواء حسب شدته واختيار مزيج مناسب بين مسكنات الألم الفورية والأخرى طويلة المدى.
وأخيراً وليس آخراً، تعتبر عملية زرع الكبد خيارا نهائياً عندما تفشل الطرق الأخرى، وتكون فيها صورة المريض سيئة جداً. هذه العملية ليست سهلة ولا بدون مخاطر، لكنها توفر فرصة جديدة للحياة لملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من حالات غير قابلة للعكس مثل تليف الكبد الناجم عن عوامل مختلفة بما فيها الوراثة.
بشكل عام، يتطلب التعامل مع مرضى تليف الكبد فهم عميق لأسبابه ومراحل تقدمه وتقديم دعم مستمر لهم عبر مراقبة منتظمة وإعادة التقييم لكل مرحلة حتى الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة.