الحمد لله، التعريف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كأحد أهم أركان الدعوة الإسلامية، وهو أمر مستمر طوال العام وليس مقتصراً على شهر ربيع الأول أو اليوم الثاني عشر منه. الاحتفال بالمولد النبوي أو تخصيص شهر ربيع الأول كـ "شهر التراحم" يعتبر بدعة في الدين، حيث لم يكن موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام.
إن محاولة تخصيص يوم أو شهر للاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم هي محاولة لإحداث تغيير في الدين، وهو أمر محرم. الصحابة رضوان الله عليهم، الذين كانوا أكثر الناس حرصاً على الخير، لم يحتفلوا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجعلوا لشهر ربيع الأول أو اليوم الثاني عشر منه أي خصوصية.
إن البدع غالباً ما تستحدث بمثل هذه الطرق، كما حدث مع الذين يحتفلون بالمولد النبوي. إنهم يزعمون أن هدفهم هو إظهار شأن النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته، ولكن هذا لا يبرر البدعة. الصحابة رضوان الله عليهم فتحوا الأمصار ورأوا تعظيم الناس لملوكهم وأحبارهم ورهبانهم، ومع ذلك لم يحتفلوا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
إن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام هو الطريق الصحيح، بينما البدعة هي طريق الشيطان. كما قال الإمام مالك رحمه الله: "ما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا". إن الاحتفال بـ "شهر التراحم" لن يصرف الناس عن الاحتفال بالمولد النبوي، بل سيزيده رسوخاً.
نصيحتنا هي الالتزام بالسنة والابتعاد عن البدعة، وأن نجعل العام كله مجالا لبيان شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وفضائله. والله أعلم.