تعتبر حركة الجنين حدثاً كبيراً ومثيراً لكل أم خلال فترة حملها. هذه الحركات الصغيرة التي تبدأ عادة بين الأسبوع الـ16 إلى الأسبوع الـ25 من الحمل هي علامات واضحة على أن طفلك الصغير يتطور ويقوى يومياً. ولكن لماذا قد يشعر بعض النساء بحركة أبكر بينما يستغرقهن البعض الآخر وقتاً أكثر قبل الشعور بها?

في بداية الأشهر الثلاثة الثانية من الحمل - والتي تتراوح تقريباً ما بين الأسبوع العاشر والسابع عشر حسب حالة كل امرأة - يمكن للجنين البدء في القيام بحركات صغيرة جداً يصعب ملاحظتها بسبب حجمه الصغير وبريق الأعضاء الداخلية فيه. ومع ذلك, مع تقدم مراحل النمو وتقوية عضلات الطفل الداخليه وحصول أجسام الأمهات على مزيدٍ من الخبرة في التعرف عليها، تصبح تلك الحركات مميزة وأكثر وضوحا.

قد تشبه حركات الجنين المبكرة ركلاته الأولى ضربات الدبابيس المعدنية أو طفو الفقاعات تحت الماء. لكن بسوق الزمن ستتحول تدريجياً لأفعال أقوى وأوضح مثل دورات الرأس، الرجلين والدفع بالقدمين ضد محيط جسم الأم المؤقت. إن معرفة موعد بدء هذه الحركات وماذا تعني أمر مهم ليس فقط للتخفيف من القلق بشأن سلامته بل أيضا لفهم مدى تعقيد عملية الإنجاب وكيف تستمر رحلة حياة جديدة وسط ظلال عالم مجهول لنا حتى الولادة.

إن التجارب الشخصية للأمهات حول العالم تؤكد أنه رغم وجود نطاق زمني عام لحركة الجنين إلا أنها ليست قاعدة ثابتة وقد تختلف بشكل ملحوظ بناء على عدة عوامل منها عمر الأم وزنه طبيعة حمل سابق لها بالإضافة لعوامل أخرى تلعب دور هامشي بتحديد الموعد النهائي لهذه الظاهرة الغريبة والمذهلة ضمن سياقات الطبيعية للحياة الواسعة الأفق!