في الإسلام، تعتبر كراهية الصلاة أو مهاجمتها أمرًا كبيرًا ومستبعدًا تمامًا لما لها من مكانة عظيمة في الدين. عندما يعبر أحد الأفراد عن كراهيته للصلاة بشكل يتمثل في عبارات مثل "لقد كرهتني بالصلاة"، يكون الأمر خطير للغاية. هذا الخطاب يشير ضمنيًا إلى معاداة ما فرضه الله عز وجل، وهو موضوع توافق عليه جميع المسلمين بأنه محرم ويعود إلى درجة الكفر.
وفقًا لتفسير العديد من الفقهاء والمختصين في الشريعة الإسلامية، يمكن تصنيف هذه التصريحات بأنها تنطبق على نوع من الكفر، خاصة إذا كانت صادرة عن فرد مدرك ومعترف بما يقول. إلا أنه يجب التأكد أولاً من حالة الشخص وقت التعبير عن تلك المشاعر - هل كان مستيقظا تماما ومتماسكًا ذهنياً عند تقديم تلك العبارات؟ لأن وجود عوامل خارجية مثل النعاس الشديد أو الغضب العنيف قد تؤدي إلى تغيير فهم شخصية الشخص وردوده. وفي هذه الحالة، رغم كون الكلمات نفسها تحمل دلالات سلبية عميقة، إلا أنها لن تُفسِّر على أنها ردة فعل ذات قصد وبالتالي ستكون أقل ضرراً وفق منظور القانون الإسلامي.
ومن الجدير بالذكر أن الآيات القرآنية واضحة فيما يتعلق بهذا الموضوع حيث تؤكد على أن الذين يكرهون ما أنزل الله سيروا أعمالهم بلا هدف بسبب كراهتهم لهذا المنصب الإلهي (محمد 9:9). وهناك أيضاً حديث نبوي شريف يؤكد الرحمة والتسامح الإلهي حتى أمام الذنوب الأكبر منها الاستسلام للدين, بشرط صدق التوبة والاستعداد للتغيير نحو الأحسن. بالإضافة لذلك، هناك أحاديث أخرى تشير إلى أهمية تقييم نوايا الناس وحالاتهم النفسية أثناء قولهم لكلمات ربما تبدو صادمة لو تم أخذها خارج السياق الدقيق للحالة المذكورة آنفا.
وفي النهاية، ينبغي للمسلمين دائماً العمل على نشر المحبة والفهم للعقيدة الإسلامية بدلاً من اتخاذ مواقف تحبط الآخرين نحو عبادة الخالق المثلى والتي تتضمن تنظيم الحياة اليومية عبر توقيت ثابت لصلاة يومية مطلوب القيام بها خمس مرات بكل يوم. وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على تقديره العميق للأفعال الصغيرة الجيدة بعباراته الرائعة: "إن أحدكم يتحدث بكلمة تحتسب أنها خفيفة بينما هي ثقيلة لدى الله". وهذا يعني أن كل حركة أو كلمة يقوم بها المرء لها وزن هام سواء بالإيجابيات أو السلبيات حسب تصميم قلب الفعل ونواياه الأصلية الداخلية الصادقة والخالصة لله سبحانه وتعالى.