تشكل عدوى الفطريات في فم الطفل، والتي تتظاهر عادةً بتغيرات لونية وظهور طبقة بيضاء على اللسان، تحدياً شائعاً للآباء والأمهات. هذه العدوى يمكن أن تكون غير مريحة ومزعجة للأطفال الصغار وقد تؤدي إلى مشاكل أخرى إذا لم تُعالَج بالطريقة الصحيحة. لكن لا داعي للقلق! هناك خطوات فعالة يمكنك اتخاذها لتخفيف الأعراض وتسهيل الشفاء الطبيعي لهذه الحالة.
أولاً، دعونا نفهم سبب انتشار هذا النوع من الالتهابات لدى الأطفال حديثي الولادة والمواليد الجدد. غالبًا ما يحدث ذلك بسبب تركيز مرتفع لأنواع معينة من الخميرة الموجودة بشكل طبيعي داخل جسم الإنسان، مثل "Candida Albicans". البيئة الرطبة والحارة التي توفرها أفواه الأطفال الصغيرة قد تشجع نمو هذه الفطريات بسرعة. كما يمكن أن يساعد استخدام المضادات الحيوية في بعض الأحيان في خلق الفرص لها للتوسع.
للوقاية والعلاج من التهاب الفطريات في فم الطفل، إليك بعض النصائح العملية:
- العناية الشخصية: حافظ دائماً على نظافة أواني الطعام وأسطح الرضاعة الخاصة بطفلك. استخدم الماء المغلي لمدة خمس دقائق على أقل تقدير لغسل حلمات الزجاجات وأنابيب الرضاعة قبل الاستخدام.
- تجنب المواد المحفزة: تجنب إعطاء طفلك العسل حتى يبلغ السنة الأولى؛ لأنه قد يحتوي على نوع من البكتيريا يسمى كلوستريديوم بوتولينوم والذي يمكن أن يؤذي الأطفال الصغار جداً. بدلاً منه، اختاري أنواعاً أخرى من السكر مثل سكر القصب الخشن أو دبس السكر الخام الذي يعد أكثر أماناً بكثير.
- النظافة بعد الرضاعة: اغسل يديك جيداً بعد كل مرة ترضع فيها طفلك لمنع انتقال الفطريات إليها وإلى الآخرين. تأكد أيضًا من تنظيف منطقة الفم لدى طفلك بلطف باستخدام عصا قطن صغيرة مغموسة بماء مقطر أو محلول ملحي خفيف بعد الانتهاء من الرضاعة مباشرة لتحفيز عملية التعافي.
- استشارة الطبيب: إذا لاحظت وجود علامات شديدة للإصابة بفطريات اللسان مثل الحمى أو فقدان الشهية أو عدم القدرة على الحركة بشكل صحيح أثناء تناول الطعام، راجع طبيب الأطفال فورًا للحصول على المشورة المناسبة حول العلاج الدوائي المحتمل.
- دور الأمومة: تقديم الراحة والدعم الروحي مهمان للغاية خلال فترة تعافي طفلك. الاحتضان والتواصل البصري يساهمان كثيرا في تخفيف الضغط النفسي المرتبط بهذا الوضع المؤقت للمواليد الجدد وأسرهم الجديدة.
وفي نهاية الأمر، فإن معظم حالات عدوى الفطريات لدى حديثي الولادة قابلة للعكس تماماً باتباع إجراءات النظافة العامة والاستمرار في مراقبة الصحة العامة للطفل باستمرار ومتابعة تحسن حالته الصحية تحت إشراف الطبيب المعالج له.