الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. لقد طرحت قضية حساسة حول مسؤولية مؤلف الرواية عندما يتم تعديل عمله الأدبي وتحويله إلى عمل مرئي مثل الأفلام الكارتونية، حيث يُستعمل المحتوى لأغراض تخالف النوايا الأصلية للقصة. يعتمد الحكم في هذه الحالة على عدة عوامل رئيسية يمكن تصنيفها ضمن حالتين أساسيتين:
- عدم رضا المؤلف ومشاركته: إذا حدث التحول دون موافقة واضحة من المؤلف وكشف محتوى جديد مخالف لقواعد الشريعة الإسلامية، فإن المؤلف ليس مسؤولا شرعا عن هذه التغييرات. كما جاء في الحديث القدسي "أن الله يقول: أنا أغفر لمن يعمل السيئات ويستغفر لي"، فهذه الآيات تشير إلى عدم تحمل الشخص المسؤولية عن أعمال الآخرين طالما أنها تمت خارج إرادته ومعرفته.
- رضا والموافقة المباشرة للمؤلف: أما لو كان المؤلف مدركا ومتفقا صراحة بتحويل العمل الخاص به واستخدامه بطرق غير مناسبة، هنا يجب تحميل كامل المسئولية إليه لأنّه يعاون على الإثم والمعصية بناءً على دليل قوله تعالى:"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان". بالتالي، أي نوع من الملابس أو البيئة التي قد تعتبر مدخلا للإثم والمعاصي مثل الزنا حسب السياق الأصلي للسؤال، فهو ممنوع تماما بحسب الأحكام الدينية عند الإسلام.
ومن الأمثلة الواقعية لما ذكر سابقا والتي دعمتها أقوال الفقهاء، وجوب تجنب بيع وشراء بعض الأشياء التي يمكن استخدامها فيما حرم الدين الإسلامي كالخمور والسلاح وغيرهما للحفاظ منها بأن تكون سببا لترويج وإجرام.
وفي النهاية، يذكر لنا الشيخ ابن العربى قائلاً: "العاقل الذي يفهم وعيه تجاه التغيير البناء للأحداث حول المجتمع ودوره الفعال ضد انتشار المنكرات". وهكذا تبقى مهمتنا كمبدعين ومستهلكين لهذه الأعمال الثقافية مستندة دوماً إلى احترام المواثيق الأخلاقية والدينية قبل وبعد عملية الإبداع نفسها.
