على الرغم من انتشار قصة حول مشاركة سعد بن العاص وعدد من صحابة رسول الله في حملة ضد طبرستان أدت إلى انتهاك الأمان الذي تم الاتفاق عليه، فإن التحقيق التاريخي يكشف عن ضعف كبير في مصداقية هذه الرواية.
وفقاً لما ورد في "التاريخ" للإمام الطبري، وحديث متداول نسبته خليفة بن خياط إلى ابن مجاهد، يدعي أنه عندما طلب سكان حصن طمسيه الأمان مقابل عدم قتل أي شخص منهم، سمحت لهم شخصية بارزة آنذاك بشرط عدم قتل سوى رجل واحد فقط. ويؤكد العديد من المؤرخين القدامى، بما في ذلك ابن الجوزي والذهبي، على وجود شكوك كبيرة بشأن الدقة التاريخية لهذا الحدث.
بالنظر بشكل خاص إلى سلسلة سند هذا الحديث عبر علي بن محمد، والذي تعتمد معظم نسخ القصة عليه، فإن الشكوك تتعمق. وذلك بسبب اتهام علي بن مجاهد، راوي الجزء الأخير من السند، بالتلاعب في الأحاديث ووضع القصص بدون مصدر موثوق به. إضافة إلى ذلك، لم يتم العثور على راوي آخر باسم حنش بن مالك بين الرواة المعروفين للمادة التاريخية ذات الصلة.
باختصار، بينما تبدو التفاصيل مثيرة للاهتمام وتثير الكثير من النقاش حول طبيعة الحرب والقوانين الدولية لحماية البشرية منذ تلك الفترة المبكرة جدًا، فإن الأدلة المتاحة ليست قوية بدرجة كافية لدعم ادعاءات انتهاك اتفاقيات الأمان خلال الفتوح الإسلامية المبكرة تحت رعاية خلفاء راشدين مشهورين، ومن ضمنهم عثمان بن عفان، ذو النورين وخليفته الثاني. إن الغياب الواضح للدلائل الموثوق بها والتشكيك المستمر حول مصداقية بعض الشخصيات الرئيسية المرتبطة بالسند التاريخي لهذه القصة يجعلها أقل احتمالية لتكون حقيقة ثابتة يمكن الاعتماد عليها.