وصف الشخص لنفسه أو لغيره بأنه أهل لأمر ما، مثل الالتحاق بمدرسة معينة أو الحصول على وظيفة، له احتمالان حسب الشرع الإسلامي. الاحتمال الأول هو أن يقول الشخص ذلك اعتراضا على عدم تقدير الله له، مما يشير إلى نسبة الظلم إلى الله أو عدم العلم بحكمته. وهذا اعتراض على قضاء الله تعالى، وهو أمر محرم. قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (يونس: 44).
أما الاحتمال الثاني، فهو أن يقول الشخص ذلك إخبارًا عن الواقع، مشيرا إلى أنه يستحق الأمر بناء على مؤهلاته وخبرته. في هذه الحالة، لا بأس بذلك طالما كانت الشهادة صادقة وليست مجاملة. ومع ذلك، يجب أن تكون الشهادة مبنية على علم وحقائق، وليس مجرد افتراضات أو ظنون. قال الله تعالى: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا" (الإسراء: 36).
في الختام، يجب على المسلم أن يتذكر أن كل نعمة يأتي بها هي من فضل الله وتوفيقه، وأن لا يستحق شيئا على الله. فالله تعالى هو الذي يسر سبل النجاح ويوفر الفرص لمن يستحقها.