الحقيقة حول 'النذر': هل يمكن أن يحدث بدون تلفظ؟

يتساءل العديد من الأشخاص حول طبيعة النذر وكيفية تنفيذه بشكل صحيح، خاصة عندما يكون الأمر متعلقا بتعلق نفس الشخص بتلبية وعد أو التزام ما. وفقًا للشريعة

يتساءل العديد من الأشخاص حول طبيعة النذر وكيفية تنفيذه بشكل صحيح، خاصة عندما يكون الأمر متعلقا بتعلق نفس الشخص بتلبية وعد أو التزام ما. وفقًا للشريعة الإسلامية، النذر هو اتفاق شخص مع الله، وعادةً ما يتم عبر التصريح "للّه عليَّ..." ثم ذكر العمل الذي سيدفع الثمن مقابل أدائه.

وفقاً للعديد من العلماء والمفسرين، بما في ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، النذر لا ينعقد إلا بالتلفظ الصريح. أي أن مجرد التفكير أو الشعور الداخلي بوجود التزام تجاه عمل معين لا يعتبر نذراً شرعياً. وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضى الله عنه حيث يقول الرسول الكريم: "إنّ الله تجاوز لأمّتي عمّا وسوسوا به أنفسهم ما لم يعملوا به".

وفي حالة الرجل الذي نوى في قلبه ألا يفطر لمدة سبعة أيام ولكنه لم يتمكن من الاستمرار بسبب ظرف خارج عن ارادته, فقد أكدت لجنة البحوث العلمية والإفتاء بصراحة بأن النذر مرتبط بالتعبير الصوتي وليس بالإرادة الداخلية فقط.

بالإضافة إلى ذلك، الأصل في الأحكام الشرعية هو عدم التعامل إلا بالأمانة والمعرفة والتأكيد. إذا تشككت في وجود نذر سابق, فعليك التحقق منه بدقة قبل تقديم أي أعمال أخرى بناءً عليه. ومن المهم أيضاً مراعاة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: "(..) حتى يسمع صوتاً أو يجده ريّح"، والذي يعني ضمنيًا أنه يجب التأكد الكامل من وجود الشيء المعني قبل الاعتراف بحاجة لذلك.

ختاماً، الذبيحة التي قمت بها هي جزء من الأضاحي المستقبلية حسب رأيك الخاص ولكن من الناحية القانونية الدينية، فهي ليست نتيجة لنذر غير مثبت. ولذلك، يبقى الأمر في النهاية بينك وبين خالقك ورجوع الفضل يعود إليه عز وجل.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات