في الإسلام، يشكل العدل أساس العلاقات الزوجية، خاصة بين الزوج وزوجاته المتعددات. فقد أكدت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ضرورة تحقيق العدالة بين الزوجات لتجنب وعيد الله عز وجل. لذلك، يجب على الزوج بذل قصارى جهده لتحقيق العدالة في جميع نواحي الحياة الزوجية، بما في ذلك القسم والنفقات والإقامات.
وفي هذه الحالة الخاصة، حيث ينوي الزوج السفر مع إحدى زوجاته بينما تتخلف الأخرى عن السفر بسبب حملها حديثاً، فإن تصرف الزوج يمكن اعتباره ظلمًا للزوجة الثانية إن لم يتم التعامل معه بشكل عادل. فالزوج مضطر لاحترام حق الزوجة الثانية بالتساوي في مجال الإقامة والمعاشرة. وإن اختار السفر برفقة الزوجة الأولى فقط، دون اتباع نظام القرعة أو الحصول على موافقتها، فإنه بذلك يبذل مجهودًا أكبر تجاه تلك المرأة دون الأخرى، مما يخالف تعاليم الإسلام حول المساواة بين الزوجات.
وقد ذكر الفقهاء مثل شيخ الإسلام ابن قدامة والمدرسة المالكيّة والحنفية أنّ على الرجل قضاء الأيام التي قضّاها خارج المنزل أثناء غياب زوجته الثانية بسبب الحمل. وذلك لأنّ وجود أحدهم داخل البيت يعادل "قسم" من وقت日ّه المنوط بها وفق الأعراف الإسلامية المحافظة عليها. وبالتالي فإن ترك أحد الطرفين لسفره وحده لمدة طويلة خلال الفترة نفسها يُعتبر انتهاكا لحق الآخر فيما يتعلق برضاها الكامل واحتياجاتها اليومية الضرورية ضمن إطار بيتها الخاص بها أيضا.
ومن المهم جدًّا هنا التأكيد مجددًا بأنَّ مهمتنا هي تقديم توجيهات شرعية مبنية على النصوص الدينية الثابتة وليس تشجيع أي نوعٍ من أنواع الانقسام داخل الأسرة. ينبغي دائمًا العمل نحو خلق بيئة اجتماعية مليئة بالمودة والرحمة والحفاظ فيها على المعايير الأخلاقية والدينية ثابتة وغير قابل للتغيير مهما كانت الظروف المحيطة بنا.