لا يجوز للبنوك الإسلامية أو غيرها التعامل بالسندات أو أذون الخزانة، كما لا يجوز لها الإيداع في البنوك الربوية بفائدة؛ لأن ذلك ربا محرم. وفقًا لقرار المجمع الفقهي الإسلامي، فإن السندات التي تمثل التزامًا بدفع مبلغها مع فائدة منسوبة إليه أو نفع مشروط هي محرمة شرعًا، سواء أكانت الجهة المصدرة لها خاصة أو عامة ترتبط بالدولة.
إذا عُلم أن البنك الإسلامي يستثمر ماله بهذه الطريقة المحرمة، فلا يجوز استثمار المال فيه؛ لأن البنك شريك ووكيل عن العملاء في التصرف، فيلحقهم إثم المعاملات التي يقوم بها. والربا من أعظم الكبائر وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكله وموكله وكاتبه وشاهديه. ويقتصر حينئذ على الإيداع في الحساب الجاري عند الحاجة لحفظ المال.
بالنسبة للأرباح التي أخذتها قبل العلم بتحريم الاستثمار في البنك وقبل العلم بوجوب التخلص منها، فلا شيء عليك فيها، خاصة إذا أنفقتها. قال تعالى: "وأحل الله البيع وحرم الربا" (البقرة: 275). قال الشيخ العثيمين رحمه الله: "إذا كان لا يعلم أن هذا حرام، فله كل ما أخذ وليس عليه شيء، أو أنه اغتر بفتوى عالم أنه ليس بحرام: فلا يخرج شيئاً، وقد قال الله تعالى: (فمن جاءه موعظة من ربه فانتَهى فله ما سلف وأمره إلى الله)" (اللقاء الشهري 67/19). وعليه، فلا يلزمك الآن إلا نقل المال إلى الحساب الجاري. والله أعلم.