يعتبر التبول اللاإرادي إحدى المشكلات الصحية الشائعة بين الأطفال والتي يمكن أن تكون مصدر قلق كبير لكلا الوالدين والأطفال أنفسهم. هذه الظاهرة تحدث عندما يفشل الطفل عمداً أو بسبب عدم القدرة على التحكم في المثانة بعد الوصول إلى العمر الذي يُفترض فيه امتلاك هذا النوع من الاستقلالية الجسدية. هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تساهم في هذا الوضع الصحي.
في بعض الحالات، يعود السبب إلى النمو البطيء للمثانة والعضلات المسؤولة عن منع التسرب. حتى لو كان الطفل يفهم أهمية استخدام الحمام ولا يستخدم حفاضات خلال النهار، فقد يواجه صعوبات أثناء النوم. التشنج الليلي المتكرر، خاصةً إذا حدث قبل وقت قصير من استيقاظ الطفل، يمكن أن يشجع أيضاً على التبول اللاإرادي.
العوامل البيولوجية الأخرى مثل وجود مشاكل صحية مزمنة كالسكري أو اضطراب الغدة الدرقية قد تلعب دوراً أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، قد يساهم القلق والإجهاد النفسي بشكل غير مباشر في زيادة خطر التبول اللاإرادي. كلما زاد خوف الطفل من الفشل أمام الآخرين، كلما ازداد احتمال حدوث تلك الحالة.
من المهم جداً تقديم الدعم والحلول المناسبة لهذه المشكلة. تشجيع الطفل وتوفير بيئة داعمة هي خطوات أولى مهمة. غالباً ما يتم تحقيق نتيجة جيدة باستخدام جدول تدريب منتظم للحفاظ على نظافة الجسم. كما يُوصَى بتقليل كميات كبيرة من السوائل قبل موعد نوم الطفل مباشرةً لخفض احتمالات التبول اللاإرادي ليلاً.
بالنسبة للطفل الأكبر سناً، فإن تطوير نظام توقعات واضح ومحدد بشأن استخدام الحمام أثناء الليل، جنباً إلى جنب مع المكافآت الإيجابية، يمكن أن يساعد كثيراً في حل هذه المشكلة. ومع ذلك، إذا كانت الأعراض مستمرة لأكثر من ست سنوات بالنسبة للأولاد وأربع سنوات بالنسبة للبنات، فإنه ينصح باستشارة الطبيب لتحديد عوامل أخرى محتملة محتاجة لعلاج خاص.
وفي النهاية، برغم كون التبول اللاإرادي مسألة محرجة وقد تتسبب بالحزن للشخص المصاب بها، إلا أنها ليست بالضرورة مؤشراً ضعف الشخصية ويمكن حلها باتباع نهج مدروس ومنظم ومتعاون بين جميع الأطراف المعنية.