مع انتشار جائحة كوفيد-19 حول العالم منذ عام 2019، أصبح فيروس كورونا الجديد مركز اهتمام العلماء والأطباء والصحة العامة. هذا الفيروس التاجي المعروف علميًا باسم سارس-كوف-2 ينتمي إلى عائلة فايروسي كبيرة تتضمن أكثر من ثلاثين نوعاً معديًا يصيب البشر وغير البشر. ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية ثم انتشر بسرعة ليصبح وباءً عالمياً يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والاقتصادات الوطنية.
يتمثل الاختلاف الرئيسي بين فيروس كورونا الحالي وأشكال أخرى مثل سارز وميرس في قدرته العالية على الانتقال بين الأشخاص عبر قطرات تنفسية صغيرة عند العطس والسعال، بالإضافة إلى إمكانية انتقالها حتى قبل ظهور الأعراض لدى المصابين. تتمثل الأسباب الرئيسية للأعراض الشديدة التي قد تؤدي للوفاة بسبب الفيروس في استجابة الجهاز المناعي للجسم تجاه العدوى، والتي تسمى "العاصفة السيتوكينة". هذه العملية تعني زيادة غير مسبوقة للإشارات المؤيدة للتضخم الالتهابي مما يسبب الضرر الحاد بالأنسجة.
منذ ظهوره، أسفرت الجهود الدولية المتضافرة لإيجاد حل لهذه الأزمة الصحية العالمية عن اكتشاف عدة لقاحات فعالة ضد فيروس كورونا. رغم ذلك، تبقى الوقاية هي الاستراتيجية الأكثر فعالية لمنع تفشي الفيروس، بما يشمل ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين باستمرار. وفي المقابل، تعمل العديد من الفرق العلمية أيضًا على تطوير علاجات دوائية يمكن استخدامها لعلاج المرضى الذين ثبت اصابتهم بالفيروس.
إن التحكم في انتشار هذا الداء ليس مسؤولية الحكومات وحدها؛ بل يجب على كل فرد القيام بدور فعال لتقليل مخاطر الإصابة ونقل العدوى. إن اتباع بروتوكولات الصحة العامة وإرشادات خبراء الطب يعكس مدى المسؤولية الفردية والجماعية لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين الناجمة عن الأمراض المعدية الجديدة والمعقدة.