هل يمكن قبول توبة الشخص المتزوج بسبب ارتكابه لبادعة؟

التعليقات · 2 مشاهدات

في سياق الحديث عن "توبة" الأشخاص الذين ارتكبوا بادعات قبل الزواج، يُشدد على أن الإسلام دين الرحمة والتسامح. رغم وجود أحاديث تُشير إلى أن الله ربما يحج

في سياق الحديث عن "توبة" الأشخاص الذين ارتكبوا بادعات قبل الزواج، يُشدد على أن الإسلام دين الرحمة والتسامح. رغم وجود أحاديث تُشير إلى أن الله ربما يحجب التوبة عن البعض الذين لديهم بدعه، إلا أن هذا لا يعني اليأس والإحباط بالنسبة للمبتعدين عن طريق الحق. فقط عندما يكون المرء راضيًا ومتمسكًا باعتقاداته الخاطئة، لن تكون هناك توبة. ولكن بمجرد إدراك خطئه ورغبته الحقيقية في التصحيح، فإن باب التوبة مفتوح دائمًا أمام الجميع حسب تعليمات القرآن الكريم التي تدعو عباده للتوجه إليها بلا قنوط مهما بلغ حجم الخطيئة (الزمر: 53).

وفي حالة الأفراد الذين يعيشون وسط بيئات تحث على البدع بدون علم كامل بالأثر السلبي لهذه الأعمال، فهم يستحقون التعقل والعفو من الرب عز وجل. يقول أحد علماء المسلمين البارزين، الشيخ ابن تيمية رحمه الله، إن عدم القدرة على التوبة ليست نتيجة للعاصية نفسها، ولكن لأن المعتدي يحتمل اعتقاده بسوء تصرفاته، مما يؤدي لتجاهل الدعوة للإصلاح. لكن فور تبديل وجهة نظر الفرد حول شرعية فعلته، تتفتح أبواب الصحّة الروحية مرة أخرى وفقًا لإرشادات الدين الإسلامي.

بالعودة لمسألتك الخاصة، إذا حدث الزفاف أثناء فترة الضلالة ثم تبت منذ ذلك الوقت، فالنقاش هنا مختلف تمام الاختلاف. بإمكان المؤمن الذي أسلم بعد الوقوع ضمن دائرة الشرك والكفر أن يقوم باستعادة عقود زواجه السابقة بشكل قانوني وديني بناءً على قاعدة عامة تؤكد صلاحية إجراء عمليات إعادة النظر القانونية اتجاه كافة العلاقات الاجتماعية عقب ساعة التحول الديني الكبير والتي تشمل الأمور كالطلاق والحج والأكل والشرب والجماع والجهاد والصلاة والصوم وغيرها الكثير والتي تعد جزء أصيل من منظومة الحياة اليومية لأتباع العقيدة الإسلامية الأصيلة. بالتالي بالنظر لحالة حالتك المحددة والتي شهدتها تغيير جذري باتجاه نور إيمان جديد وممارسات حياة صحية وتمسك بالعقيدة السليمة بعد مرحلة مليئة بالإنحراف بعيدا عن الطريق المستقيم وفق منظور المجتمع الاسلامي العام والمعروف بـ 'الإسلام الجديد'. يجب التأكيد هنا انه لكل شخص حق طبيعي في طلب المزيد من المعلومات او الاستشارة الشخصانية فيما يتعلق بالقضايا الدينية المرتبطة بشخصه الخاص وذلك عبر التواصل المباشر مع المرجعيات الدينية ذات الكفاءة والقيمة المعترف بها داخل مجتمع المهتمين بهذا النوع من الموضوعات ذات الطبيعة الشخصية جدا والذي يغلف جوهر حياتنا الإنسانية العامة.

التعليقات