يحظر صراحة الإسلام إيلاج الرجل لأمرأته خلال ساعات الصيام في شهر رمضان الكريم، بغض النظر عن استخدام وسائل منع الحمل مثل الواقي الذكري أم لا. فقد أكدت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة على أهمية الامتناع عن الشهوات والإشباع الجنسي لحماية نجاسة الصيام وتقديره حق قدره عند الله سبحانه وتعالى.
حيث ورد في كتاب الله في سورة البقرة آية 187: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فباشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل". وكذلك حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث جاء في صحيح البخاري (رقم 1894)، أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "ترك الطعام والشراب والشهوة من أجلي والصوم لي وأنا أجزي به". وهذا يؤكد بشكل قاطع حرمانية الجماع أثناء فترة الصيام سواء تم باستخدام وسائل مانعة للحمل أم لا.
إن الاستخدام المتبع للواقي الذكري أثناء الجماع يعد انتهاكا لعظمة الشهر المبارك وقدسية شعائر الدين الإسلامي. فالاستمتاع بشهوات النفس بكافة الوسائل الأخرى بما فيها تلك الوسيلة الحديثة يؤدي للجماع بذاته وبالتالي يفطر الشخص حسب قرار الفقهاء واتفاق علماء المسلمين. ولذلك فان أي محاولات لتبرير الانخراط في نشاط جنسى تحت غطاء 'عدم تحقيق الاتصال البدني' تعد مخالف للشريعة الإسلامية تماماً ومحاولة لإضعاف دعائم ديننا الحنيف.
إذا حدث وكان الأفراد قد مارسوا العلاقة الحميمة استخدموهاأو بدون استخدامها خلال أيام رمضان، فهي ملزمة باتباع الخطوات التالية للتكفيرعن الخطيئة:
1- التوبة النصوح والتوجه نحو رب العالمين طلب المغفرة والعفو.
2- إعادة أيام الصيام التي أتت عليها الشهوة والتي أفطرها نتيجة لهذه التصرفات المخالفة لشرائع الدين الإسلامي.
3- دفع كفارة إلزامية وفق تعليمات السنة المطهرة تتضمن ثلاثة أشكال:
* الافراج عن عبد مكرم.
* الصوم لمدة شهر كامل مرتب بلا فاصل بينهما.
* تقديم اطعام ستين فقير لكل منهم نصف صاع مما ينفق منه عادة باعتباره طعاماً صالحاً للإنسان بشرط عدم الجمع بين النوعين الأخضرين (البقول والفواكه المجففة) ولا الأصفرين (الأرز والدقيق).
وبهذه الطريقة يمكن للمؤمن تخفيف اثقال المعاصي وتمحيص نفسه داخليا وخارجياً لاستقبال الفرحة بعيد الفطر موحداً قلبه بالقرب من الرحمان جل شأنا وعظم سلطانا.
