في حين يُعتبر الاتصال الجنسي هو الطريقة الأكثر شيوعاً لانتشار مرض الإيدز، إلا أنه يمكن أيضاً انتقال الفيروس من خلال الدم، الموائع الجسدية الأخرى، والمحتويات الهضمية - بما في ذلك تلك التي تمر عبر الفم. ومع ذلك، فإن احتمال هذا الانتقال يعتبر أقل بكثير مقارنة بالطرق التقليدية مثل العلاقات الحميمة غير المحمية.
يحدث انتشار فيروس العوز المناعي البشري (HIV) عادة عندما يدخل سائل جسم يحتوي على كميات كبيرة من الفيروس إلى مجرى دم الشخص الآخر بشكل مباشر. بالنسبة للفم تحديداً، قد يحدث هذا إذا تم تناوُل مواد تحتوي على الفيروس مباشرةً. ولكن يجب التأكيد هنا أن الفيروس ليس قابلاً للبقاء خارج الجسم لمدة طويلة وأن فرص انتقال المرض بهذا الشكل تعتبر قليلة للغاية.
على سبيل المثال، تقاسم أدوات الحلاقة الشخصية أو الأدوات المستخدمة في حلق الشعر مع شخص مصاب بالإيدز قد يشكل خطر انتقال بسيط محتمل عبر ملامسة الجلد المصابة والجروح المفتوحة، لكن هذه ليست عملية شائعة ولا غالباً ما يتم ذكرها كوسيلة رئيسية لنشر الفيروس. كما أن مشاركة الأكواب أو الصحون بعد تناول الطعام غير محظور عموماً لأنه لا يوجد دليل علمي قاطع على قدرة فيروس HIV على البقاء حيّاً داخل الأطعمة أو المشروبات تحت الظروف المعتادة.
بالإضافة لذلك، هناك بعض الافتراضات الخاطئة حول نقل الفيروس أثناء القبلات، خاصة قبلات الزوجين الذين يعيشان معاً. رغم إمكانية وجود احتمالية نظرية نظراً لأن لعاب الإنسان يمكن أن يحمل خلايا بيضاء دمويّة ونسبة ضئيلة من الدم عند الضغط الصحيحة، إلا أنها تعتبر فرضية بعيدة الاحتمال جداً وأكثر ارتباطا بالسلوكيات الخطرة الأخرى المرتبطة بالعلاقات الحميمة بدلا من مجرد تبادل القبلات بين الأشخاص المعاصرين.
من الجدير بالذكر أن الوقاية هي الحل الأمثل ضد كل أشكال مرض الإيدز. يستطيع الأفراد اتخاذ خطوات بسيطة للحفاظ على صحتهم وسلامتهم منها استخدام الواقي الذكري وتجنب مشاركة المواد ذات الاستخدام الطبي والتي قد تنطوي على مخاطر التعرض للسوائل البيولوجية المصابة. بالإضافة لتلك الاحتياطات العامة، فإنه من الهام جداً إجراء اختبار VHS دورياً للمساعدة المبكرة في العلاج ومنع انتشار العدوى لأي فرد آخر.
ختاماً، بينما يمكن النظر إلى انتقال فيروس الإيدز عبر الفم باعتباره أحد المسارات النادرة نسبيا لمعدلات انتشاره، إلا إنه من المهم جداً فهم المخاطر والمعرفة بأفضل الطرق لحماية نفسك والآخرين ممن تحب.