استخدام برامج الترفيه وتوقيع اتفاقيات المستخدم: منظور شرعي

فيما يتعلق باستخدام برامج الترفيه مثل YouTube أو Instagram والتي يتم تنزيلها غالبًا لأغراض ترفيهية وليس لتحقيق منافع دينية مباشرة في الحياة الدنيا أو

فيما يتعلق باستخدام برامج الترفيه مثل YouTube أو Instagram والتي يتم تنزيلها غالبًا لأغراض ترفيهية وليس لتحقيق منافع دينية مباشرة في الحياة الدنيا أو الآخرة، يمكن النظر في مسألة توقيع اتفاقيات المستخدم التي تحتوي على أحكام وضعية.

وفقاً للشريعة الإسلامية، إذا كانت هناك ضرورة ملحة لاستخدام هذه البرامج وتحتوي الاتفاقيات على أحكام قانونية وضعية ولكن المشتري يعلم أنه لن يحتاج يومًا إلى استخدام تلك الأحكام بسبب عدم نيته ارتكاب أعمال تستوجب عرضه أمام المحاكم، فقد يكون التوقيع على الاتفاقية مقبولا بشرط وجود الحاجة الملحة للاستفادة من البرنامج نفسه.

مستند الاستثناء هنا هو الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها حيث سمح الرسول صلى الله عليه وسلم لها بتحديد شروط الولاء رغم أنها ستكون غير ملزمة بها لاحقًا. يشير الشيخ ابن تيمية إلى أن هذا النوع من الموافقة الظاهرية على الشروط الباطلة جائز عندما تكون غير ملزمة وأنها ليست أمرًا بشريطة بل إباحة للدخول في عقد مع شرائط حتى لو كانت باطلة إذا لم تكن مضرة ولم يلزم الطرف الآخر باتباعها.

ومن ثم، إذا لم يكن الفرد بحاجة فعلاً لهذه البرامج الترفيهية، فإنه يجب الامتناع عن تحميل البرمجيات والتوقيع عليها احتجاجاً ضد الشروط الغير متوافقة مع التعاليم الإسلامية. وفي حال وجدت تلك البرامج مثبتة بالفعل على الجهاز الخاص بك بدون موافقتك ضمنياً -كما يحدث كثيرًا- فلن يعد الأمر محل نقاش شرعي لأنك لم تقم بإجراء عمل جديد يؤكد الموافقة على الشروط.

والخلاصة هي أن القدرة على تجنب توقيع اتفاقيات ذات شروط باطلة تعد أفضل خطوة للحفاظ على الأمانة تجاه نفسك ودينك. أما إذا اضطرت ظروف استخدام البرامج لهذا التصرف بشكل غير مباشر، فهناك بعض الأمنات الدينية المعلنة حول قبول مثل هذه التصرفات تحت ظروف خاصة جدًا.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات