تشجع الإسلام الإنسان على البحث المستمر عن حلول للتحديات التي تواجهه، حيث أكدت السنة النبوية الشريفة هذا المنطلق عبر قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم "إن لكل داء دواء". وهذا ليس دعوة مجردة، ولكنه تشجيع لتحقيق الذات والنظر إلى الحياة بإيجابية وثقة بأن الأمور يمكن التحكم بها بحكمة وعقلانية.
بالعودة إلى الفتوى المقدمة، تؤكد لنا أهمية العمل والتقدم العلمي والثقافي. فتعلّم المهارات المختلفة يساهم بشكل كبير في تطوير المجتمع وتمكن الأفراد من مواجهة تحديات عصره. سواء كان الأمر متعلقاً بفهم العقيدة الإسلامية أو دراسة الفنون التطبيقية مثل الطب والحساب وغيرهما، كلها مجالات يجب الاهتمام بها حسب القدرة والاستعداد الشخصي.
في حين أن هناك بعض العلوم الضرورية التي تعتبر فرضا عينياً، أي أنها واجبة على الجميع لما لها من تأثير مباشر على حياة المسلم الشخصية والدينية، إلا أن معظم المعرفة الثانوية تعتبر فرضا كفايةً، مما يعني أن وجود عدد كافٍ من الأشخاص الذين يقومون بذلك يكفي لعدم تحميل البقية مسؤوليتها. ومع ذلك، فإن القيام بهذا النوع من الدراسات يعد فضيلة عظيمة نظراً للأثر الإيجابي المحتمل عليها على الآخرين.
والإيمان حقاً بالتوكّل على الله أمر أساسي أيضاً. فهو يعني الاعتماد الكلي على الخالق عز وجل أثناء اتباع الخطوات العملية اللازمة لإيجاد الحلول المناسبة. وبالتالي، عندما يبذل المرء قصارى جهده ثم يوكل أمر نجاحه فقط لله، سيجد الطريق واضحاً ومتفتحاً أمام تحقيق أهدافه. ولكن يجب التنبيه هنا بأن التوكل الحقيقي يشمل استخدام جميع الوسائل المفيدة ولا يقتصر فقط على الانتظار السلبي دون تحرك فعال.
وفي نهاية الأمر، يدعونا النص المتأمل إلى التمسك بالقيم الدينية والإنسانية والبحث المستمر عن المعرفة ذات المغزى والتي ستنعكس بلا شك بالإيجاب على حياتنا اليومية وعلى مستقبل مجتمعنا كذلك. فالاختراع والإبداع هما بالفعل أدوات مهمة لبناء عالم أفضل حيث يمكن تطبيق نور القرآن الكريم والسنة النبوية بشكل فعّال ومبتكر.