عندما ترى شيئاً يعجبك، يستحب لك أن تدعو لأصحابه بالبركة حسب سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن، هل يجب عليك تكرار الدعاء كل مرة تراها؟ ومتى يكون الدعاء واجباً بدلاً من كونه مستحباً؟ هنا نستعرض التفاصيل:
وفقًا للأحاديث النبوية، عندما يرَ أحدنا جمالاً لدى الآخرين، يجب عليه الدعاء له بالبركة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ". ومع ذلك، وفقًا للقواعد الأصولية الإسلامية، فإن الأمر الذي ليس مصحوبا بقرائن للتكرار لا يشترط فيه التكرار. لذا، في حالة عدم وجود قرينة خاصة بالتكرار، ليس هناك حاجة لدعاء المتكرر.
ومع ذلك، يمكن اعتبار الدعاء واجبًا في بعض الحالات الخاصة. إذا كنت شخصًا معروفًا بأن عينيك مؤثرّة (أي لديك القدرة على إيذاء الآخرين بعيونك) وكان شأن الإعجاب كبيرًا بما يحقق درجة الخوف من تأثير العين، فإن الدعاء حينئذٍ يصبح واجبًا. وذلك لحماية أخيك المؤمن من أي ضرر محتمل لعينه. وفي هذه الظروف، ينصح أن تقول "اللهم بارك"، لتجنب أي آثار سلبية للعين المحتملة.
أما بالنسبة للحالات الأخرى حيث لا يوجد سبب للاعتقاد بأنك قادر على التأثير بالعين أو لا توجد مخاطر واضحة للإصابة بها، يبقى الدعاء مستحبّا فقط. فهو وسيلة لطيفة لإظهار الاحترام والتقدير لصاحب الجمالية التي جذبت انتباهك.
باختصار شديد، بينما يعد الدعاء المستمر مستحسنًا بشكل عام لإظهار الامتنان والشكر، إلا إنه غير مطلوب باستمرار. ولكن في حالات معينة، مثل المخاوف بشأن تأثيرات العين أو درجات عالية من الإعجاب، تصبح مهمة دينية تُعد الفكرة الداعمة لبقاء المجتمع الإسلامي صالحًا وقويًّا اجتماعيًّا وثقافيًّا ودينيًّا.
