على الرغم من أن القرآن الكريم والسنة النبوية يشجعان المسلمين بشدة على الدعاء، إلا أن ليس كل دعاء يتم استجابته فورًا. وفقًا للأحاديث الصحيحة، فإن الدعاء مستجاب بشرط توافر شروطه وانتفاء موانعه. ويقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها". وهذا يعني أن هناك ثلاثة احتمالات لاستجابة الدعاء: تحقيق المطلوب، أو حفظ المكافأة في الآخرة، أو صرف ضرر مشابه عن المدعو.
لذلك، يجب فهم أن عدم استجابة الدعاء بشكل مباشر لا ينفي قدرة الله عز وجل على الاستجابة. فقد تكون هناك عوامل أخرى تلعب دورًا، مثل غياب الشروط اللازمة أو وجود موانع معينة. تشمل تلك الشروط الطيبة في المطعم، والبعد عن ارتكاب الخطايا والمعاصي، واتباع طرق محددة للدعاء تتوافق مع التعاليم الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، فإن اختيار أوقات معينة قد يعزز احتمال الاستجابة، بما فيها آخر الثلث من الليل، وبعد الأذان والإقامة، وخلال أدبار الصلوات المفروضة، وعلى سبيل المثال خاص عند ارتفاع المؤذن ليوم الجمعة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الأوقات ليست إلزامية للاستجابة ولكن يمكن اعتبارها فرصًا مواتية لذلك.
وفي ختام الأمر، ينبغى التأكيد على أهمية الثبات والتأكد بأن الله مطلع ومستجيب لكل دعوة صادقة. وإن كان التدبير النهائي يرجع إليه سبحانه وتعالى وحده وهو العالم بحكمة تصريف الأمور. فالاستسلام لقضاء الله وقدره جزء أساسي من إيمان المسلم الراسخ بهذه العقيدة السامية.