يُعتبر الطحال عضوًا مهمًا في الجهاز المناعي البشري، يلعب دورًا حيويًا في تنقية الدم ومعالجة خلايا الدم البيضاء والقضاء على الجراثيم والميكروبات الضارة. رغم أهميته، قد يواجه بعض الأفراد حالة تُعرف بتضخم الطحال أو ما يُطلق عليه علميًا "Hepatosplenomegaly"، وهي زيادة غير طبيعية بحجم هذا العضو الهام للجسم. هناك عدة عوامل وراء هذه الحالة، والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الأمراض المعدية، اضطرابات الدم، والأمراض الأخرى.
الأمراض المعدية مثل الملاريا وحمى التيفوئيد والإيبولا هي أحد أكثر الحالات شيوعاً التي تتسبب في تضخم الطحال بسبب محاولة الجسم مكافحة العدوى المستمرة. بالإضافة لذلك، حالات الفشل الكلوي المتقدمة والتليف الكبدي وتشوهات القلب الناجمة عن أمراض الرئة أيضاً أدوار رئيسية في ظهور هذه الظاهرة.
بالنسبة لاضطرابات الدم، فإن العديد منها يساهم بشكل مباشر وغير مباشر لتضخم الطحال؛ فمثلاً، مرض فقر الدم الانحلالي الناتج عن وجود أجسام مضادة تستهدف وتهلك كريات دم حمراء صحية يؤدي بدوره لمحاولات مستمرة للتلدّن مما قد يؤدي للتضخم التدريجي للطحال. كذلك الأمر بالنسبة لأورام الدم كاللوكيميا والأميبا والتي غالبًا ما ترتبط بتزايد ملموس لحجم الطحال.
من جهة أخرى، يشير مصطلح "أمراض أخرى" هنا إلى مجموعة واسعة تشمل التهاب الصفاق الحاد وأحياناً سرطان الغدد الليمفاوية - وهو نوع من السرطان يصيب جهاز المناعة-. كما تجدر الإشارة بأن نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية كفيتامين B12 وفيتامين C وكذلك تدني مستوى البروتينات في النظام الغذائي اليومي للعاملين بالساعات الزائدة بدون وقت راحة كافية لهم جميعا تأثير محتمل وإن كان أقل شيوعاً لإحداث توسعات طفيفة بالطحال عند البعض ممن يعانون منهم بالفعل بالأصل بنسبة أعلى قليلة عما هو طبيعي.
لذا، ينصح بزيارة الطبيب فور ملاحظة اي ازدياد ملحوظ بكبر منطقة الجزء الأعلى من الجانب الايسر تحت القفص الصدري مباشرةً وذلك للتحقق والعلاج المبكر للحالة تحت إشراف مختص قبل تفاقم الآثار الصحية لها لاحقاً.
