لا تجوز الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم" (البخاري، مسلم). الخلوة تعني الانفراد بحيث يكون الرجل والمرأة في مكان يأمنان فيه من اطلاع الغير عليهما.
إذا كانت كاميرا المراقبة موجودة وتُطلع عليها شخص ثقة أثناء وجود الرجل مع المرأة، ويسمع حديثهما، وهما يعلمان ذلك، فإن ذلك ينفي الخلوة فيما يظهر، لأن هذا الشخص بمثابة حضور ثالث معهما. ولكن إذا لم يكن هناك من يطلع على الكاميرا في الحال، أو كان يطلع على الصورة فقط دون سماع كلامهما، فهذا لا ينفي الخلوة المحرمة.
يجب ملاحظة أن الخلوة المحرمة لا تقتصر على انفراد الرجل بامرأة في بيت بعيد عن أعين الناس فقط، بل تشمل أيضًا انفراده بها في مكان تناجيه ويناجيها، وتدور بينهما الأحاديث، ولو على مرأى من الناس دون سماع حديثهما. هذا لأن الخلوة منعت لكونها بريد الزنا وذريعة إليه.
في الختام، يجب أن نذكر أن كاميرات المراقبة قد تنفي الخلوة إذا كانت موجودة وتُطلع عليها شخص ثقة أثناء وجود الرجل مع المرأة، ولكنها لا تزيل الخلوة بشكل كامل إذا لم يكن هناك من يطلع عليها في الحال أو يسمع كلامهما.