كلُّ شيءٍ مخلوق، فالهاتف ليس استثناءً: فهم الدين حول خلق الأشياء

التعليقات · 0 مشاهدات

في نقاشاتكم داخل السيارة، طرحت تساؤلاً حول طبيعة وجود الكون وخلق كلّ شيء فيه بما فيه أنت نفسك. وجهتي نظرك تمحورت أساساً حول تصنيف "الخلق"، حيث رأيتها

في نقاشاتكم داخل السيارة، طرحت تساؤلاً حول طبيعة وجود الكون وخلق كلّ شيء فيه بما فيه أنت نفسك. وجهتي نظرك تمحورت أساساً حول تصنيف "الخلق"، حيث رأيتها تتطلب الانتقال من اللاشيء إلى الشّيء، سواء عبر عملية عجيبة كالابتكار المباشر أو التحول الجزئي كتشكّل الطفل من الحيوانات المنوية والبيض. ولكن يجب التنويه هنا بأن الإسلام يعترف بأن كافة الظواهر الطبيعية والثورات العلمية هي نتاج قدرة وسلطان الله عز وجل، وأن كل فعل خارج نطاق الخالق يتم ضمن حدود قدراته وقوانينه التي وضعها سابقاً.

النقطة المركزية لهذا الجدال غالبا ما تكون متعلقة بفكرة "من أين وكيف بدأ". يشرح القرآن الكريم بشكل ملخص كيف بدأت الحياة البشرية - ابتداء بإبداع آدم عليه السلام ثم تطور نوعه عبر تناسل الناس من خلال الوصف الواضح بأنهم "خالدون من سلسبيل من الماء المهين". وهذا يعني أن الخلق الطبيعي يمكن أيضاً أن يحدث بتحول المواد الموجودة حتى لو لم تكن موجودة ذات يوم.

دعوني أشرح الأمر بمزيد من التفاصيل باستخدام مثال بسيط: إذا اخترت خبز محضّر يدوياً، فهو رغم كونه صنعة بشرية، إلا إنه مستمد من عناصر أرضية خام – الطحين والسوائل. بالتالي فإن مصدر الخبز الفعلي موجود بالفعل ويتبع قوانين القدرة الإلهية.

بالعودة إلى هاتفك الذكي الحديث، فهو نتيجة للتقدم التقني البشري ولكنه يستند تمامًا إلى موارد الكوكب وتقنيات علمية مجانية صنعها الإنسان فقط بسبب التصميم المتقدم والمعرفة المتوفرة لدينا اليوم والتي منحها لنا الرب سبحانه وتعالى. إذن، الهاتف الذكي، مثله مثل الخبز المحضر، هو أيضًا منتج بشري ضمن نظام الخليقة الكبير تحت سلطان الله القدير.

إذاً، بالنسبة لسؤالك الثاني فيما يتعلق بالموضوع نفسه، لا داعي للشعور بالإرباك بشأن الأفكار الاستقصائية الخاصة بك. يحث الإسلام دائماً البحث والفهم العميق للعالم. لذلك فلا يوجد خطيئة فيما تقصده طالما توجهتك واستفادتك منه تأتي بهدف توسيع معرفتك بالعالم وحسن استخدام تلك المعرفة لما فيه صلاح دينك ودنيالك وفق المشيئة الربانية.

التعليقات