لم يُذكر بشكل محدد اللغة التي استخدمها النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما اجتمع بالنبيين في المسجد الأقصى خلال رحلة الإسراء والمعراج، وذلك ليس مسألة ذات أهمية ملحة بالنسبة للمؤمن العادي. ومع ذلك، يغلب الظن أن اللغة العربية هي التي تم استخدامها في تلك المناسبة الفريدة. هناك عدة أسباب تدعم هذا الرأي:
أولاً، اللغة العربية هي لسان النبي صلى الله عليه وسلم ولغة قومه، ولم يتم توثيق أي حالة قام فيها النبي بتواصل مع شخص آخر بلغته الخاصة غير العربية. ثانياً، إذا افترضنا وجود اتفاق بين كل الأنبياء على لغة مشتركة للتواصل، فلا يوجد أفضل من اللغة العربية لهذا الغرض نظرًا لقيمتها ومكانتها الدينية والفكرية الرفيعة. إنها اللغة التي جاءت بها الوحي الإلهي، حيث يؤكد القرآن الكريم نفسه بأنه "قرآن عربي مبين". كما أكدت آيات أخرى على أهميتها، مثل "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"، مما يشير إلى التفوق الخاص للغة العربية ودورها المركزي في الإسلام.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر القراءة والصلاة بالعربية جزء أساسي من عبادة المسلمين وفق أغلبية المدارس الفقهية. فالقرآن معجزة كاملة الشكل والمضمون، وغالبية علماء الدين يرون ضرورة أدائه بالعربية فقط في الصلاة وغيرها من المواضع لتجنب تحريف المعنى والإعجاز المتمثل فيه. حتى فقهاء مثل أبي حنيفة - الذين كانوا متسامحين بعض الشيء بشأن القدرة على قراءة القرآن بلغتين - أصبحوا يقترحون لاحقاً أن القراءة يجب أن تكون باللغة الأصلية عند عدم القدرة عليها.
باختصار، رغم أنه لا نعرف بالتحديد اللغة المستخدمة خلال صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنبياء الأخرى في المسجد الأقصى، فإن الأدلة القائمة تشير بقوة نحو اللغة العربية باعتبارها الخيار الأكثر ترجيحاً لأسباب دينية وثقافية عميقة الجذور داخل العقيدة الإسلامية.