في سياق الدين الإسلامي، هناك فرق معروف بين الأنبياء والرسل حسب تعاليم القرآن الكريم. الفروقات الرئيسية تكمن في دور كل منهما وطبيعة مهمتهم الإلهية. الأنبياء هم الأشخاص الذين أوحي إليهم بشرائع سماوية، بينما الرسل هما مجموعة محددة من الأنبياء الذين تم اختيارهم لنقل وتبليغ تلك الشرائع لشعوب معينة قد تكون كافرة أو معرضة للخطأ. وبالتالي، يمكن القول بشكل عام إن الرسول هو نوع خاص من النبي يتميز بمهمة البلاغ والإرشاد الديني بالإضافة إلى الوحي العقائدي.
ومن الأمثلة الواضحة لهذا التمييز في النص القرآني هي قصة نوح عليه السلام، حيث يعد أول رسول في التاريخ الإنساني بحسب الحديث النبوي. قبل ولادة البشرية، كانت هناك أنبياء مثل إدريس وآدم الذين لم يكونوا رسلاً بسبب عدم وجود حاجة لتوجيه دعوات واضحة لأمم غير موجودة آنذاك. ومع مرور الزمن، بدأت مهمة البرهنة والدعوة تتطور عبر شخصيات عديدة ذكرت في كتاب الله عز وجل.
بالانتقال إلى قائمة الأنبياء الذين ذكر أسماؤهم مباشرة ضمن نصوص القرآن الكريم، يصل العدد إلى خمسة وعشرين فرداً مختلفاً. تشمل هذه القائمة جميع الشخصيات البارزة التي ظهرت منذ أيام خلق سيدنا آدم حتى زمن ظهور المصطفى محمد ﷺ. ويمكن تصنيف هؤلاء الأفراد بناءً على طبيعة وظائفهم الدينية. فعلى سبيل المثال، يعتبر آدم عليه السلام نبياً فقط دون أن يشغل مركز الرَّسول لأن هدفه الأساسي كان نقل خلاصة الخبر اليقيني للإنسانية الجديدة بدون هدف خاص بإصلاح مجتمع بعينه.
وفي نفس المنوال، فإن العديد ممن لديهم روابط نسب مشتركة مع مؤسسين دينيين بارزين مثل إسحاق ويعقوب ويوسف وأيوب من أبناء إبراهيم المحبوب لديه مكانة خاصة باعتبارها "أنبياء" طاعة لقواعد دين آبائه وممارسة سلطتها الروحية داخل حدود شعائر جدِّهم الأعظم. وفي المقابل، نجدهم يقسمون أيضًا المجموعة الثانية المؤلفة من "الأنبياء". ويتمثل مثال ذلك في "هارون"، الأخ الأكبر لسيدنا موسى والذي شاركه مقام الخطابة أمام فرعون المصري جنبا إلى جنب مع ملك إسرائيل لاحقا يوسف بن يعقوب وكذلك أيوب وابنه إليشع اللتين لعبتا أدوار هامة كممثلين شرعيين لفئة جديدة وسط شعب متمرد ومتشكك مما أكسبها صفة الانحدار لحرفة التربية والموجهة نحو الحياة الدنيا. أخيرا وليس آخراً، يجدر بنا الوقوف قليلا أمام "زكريا" وولديه المباركين "يوحنا والمعروف أيضاً باسم يحيى" اللذان شهدا عصر الميلاد الثاني للمسيح المنتظر المتمثل بالسيد المسيح نفسه صاحب المواهب العظيمة ذات الطابع الغامضي بالنسبة لكثير من المؤرخين القدماء.
وبهذه الطريقة، نشرح المعنى الدقيق لمنصب النبي والرسول في نظام التشريع الرباني المتكامل وذلك باستخدام الأدلة المقدمة من الكتاب المقدس للعهد الجديد والعهد القديم كذلك.