النرجس والعلاج الخرافي: حقائق حول قول تشمه مرة في العام.. وما قاله الإمام علي وحقيقة الحديث المنسوب للرسول

التعليقات · 0 مشاهدات

على الرغم من شهرتها وشعبيتها الواسعة، إلا أن القول المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بشأن الفوائد العلاجية لنبات النرجس ليس له أساس شرعي

على الرغم من شهرتها وشعبيتها الواسعة، إلا أن القول المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بشأن الفوائد العلاجية لنبات النرجس ليس له أساس شرعي صحيح. حيث يُذكر فيه: "تشمموا النرجس ولو مرة واحدة في العام؛ فإن في القلب حالة لا يزيلها إلا النرجس". ومع ذلك، فإن هذا الوصف الشعبي غير مدعوم بالأدلة التاريخية أو النصوص الدينية الرسمية.

لقد بحث العديد من العلماء والمحدثين مثل أبو الفتح الأبشيهي والإمام الذهبي وابن الجوزي فيما إذا كان هناك سند صحيح لهذه الأقوال المنقولة عن الإمام علي. واستنتاجهم المشترك أنها أقوال بلا مصدر موثوق به ولا علاقة لها بالحديث النبوي الشريف. إنها مجرد نقل شفهي ليس له أساس علمي وديني.

ومن جهة أخرى، هناك حديث آخر نسبه بعض الرواة أيضًا إلى الإمام علي ولكن غايته تجاوز الصحة العلمية والنقد التاريخي. ويقال إنه رواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه والتي تفيد بأن شم نبتة النرجس يمكن أن يعالج حالات نفسية معينة مثل جنون الرأس وجلد البرص وجاذبية الشيطان للقلب البشري. رغم شيوعيته وانطباقيته النفسانية بشكل ما، فقد أدانه علماء التراث الإسلامي باعتباره حديثًا ضعيفاً ومحتمل الوضع والصنع. وقد أكد الذين حرروا كتب علوم الحديث كالسيوطي والشّوكانِي وضعية هذا الحديث وعدم صحته وفق موازين التحقيق والتثبت لدى أهل الاختصاص بالنقل والسنة المطهرة.

ختاماً، ينبغي التأكيد مجددًا أن تلك المعرفة الشعبية المتعلقة بالنرجس وبراهين علاجيتها العاطفية ليست مبنية على أسس عقائدية ثابتة وتاريخية دقيقة وإن كانت واسعة الانتشار وسط الناس عبر الأعراف الثقافية المحلية والفلكلور المجتمعي العربي القديم.

التعليقات