بعد وفاة الأم، اتخذ قرار بيع منزل السيارة المتوفرتين في المغرب. هذا القرار منطلق من حق الأب المطلق في ملكيتهما. ومع ذلك، يجب مراعاة حقوق جميع الأطفال بما في ذلك نفقة أولئك الذين يحتاجون إليها وفق الأحكام الفقهية المختلفة.
وفق الشريعة الإسلامية، ليس لأحد الحق في قسمة هذه الثروة بشكل عشوائي، ولكن عوض ذلك، يمكن توزيع الزيادة عن النفقة حسب العدالة التي تشترطها الشريعة الإسلامية بين كافة الأطفال بغض النظر عن أماكن وجودهم. المحور الرئيسي هنا هو تأمين احتياجات الطفل الأساسية مثل التعليم والصحة وغيرهما مما يعد داخل دائرة المسؤوليات المالية للأبوين.
بالنظر إلى الوضع الحالي حيث إن دخل والدكم محدود نسبيًّا في أوروبا بينما المصاريف مرتفعة جدًا، قد يكون أفضل حل بالنسبة إليك أنت وشقيقيك الاستمرار بالسكن في الوطن العربي والاستفادة من الدعم الاقتصادي ضمن البيئة المعروفة والتاريخ المشترك لعائلتكم. هذا بدلاً من الانطلاق نحو مجهول جديد وقد يؤدي لمشاكل مادية كبرى خاصة وأن مرحلة الشباب تتطلب الكثير من الإنفاق للاستقلال والعيش خارج نطاق الأسرة التقليدية.
أما بشأن سفر الأب مرة أخرى للعيش بمصر فقد تكون فكرة جيدة طالما أنه قادر على تدبير أمر الحياة اليومية لكافة أفراد العائلة ومن ثم تحقيق نوع من التوازن الروحي والنفساني لكل فرد عبر شعوره بأنه جزء فعال ومثمِر ضمن منظومة أسرتها الموسعة والتي يشعر بالأمان والحماية داخليتها. وفي النهاية، دعونا نتذكر بأن رضا الرب سبحانه وتعالى يكمن أساسًا بتقديم يد المساعدة والخير لجميع الأفراد تحت مظلة الرحمة الإنسانية والقانون الإنساني العام والشريعة ذاتها.
