النخالية البيضاء، المعروفة أيضًا باسم الصدفية الفاتحة أو الشرخيرة البيضاء، هي حالة جلدية مزمنة تتسم بتكوّن رقائق بيضاء سميكة ومصطبغة على سطح الجلد. هذه الحالة شائعة نسبيًا وتؤثر بشكل رئيسي على مناطق الجسم المكشوفة مثل فروة الرأس والذراعين والساقين. على الرغم من أنها ليست معدية ولا تشكل خطرًا على الحياة، إلا أنها يمكن أن تؤثّر سلبًا على مستوى الراحة النفسية والجسدية للمصابين بها. سنستعرض هنا تفاصيل أكثر حول هذا المرض بما يشمل أعراضه وأسبابه وكيفية العلاج.
تبدأ الأعراض عادةً بنمو لوحات صغيرة متقشرة ذات لون أبيض مائل إلى الرمادي فوق المناطق المصابة. مع مرور الوقت قد تصبح هذه الأورام أكثر بروزاً وخشونة. غالبًا ما تكون مصحوبة بحكة خفيفة وقد يحدث تساقط للشعر (خاصة عند تأثيرها لفروة الرأس). بالإضافة لذلك، فإن وجود التهاب جلدي ثانوي مرتبط بالنخالية البيضاء ممكن جدًا بسبب التعرض المتكرر للبكتيريا والفطريات نتيجة التشقق الجلدي الناجم عنها.
أما بالنسبة لأسباب ظهور النخالية البيضاء، فهي غير واضحة تمامًا حتى الآن. ومع ذلك، يُعتقد بأن الاستعداد الوراثي يلعب دورًا هامًا فيها؛ حيث يتميز الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالنخالية البيضاء بمعدلات أعلى للإصابة مقارنة بالآخرين. كما أثبت العديد من الدراسات ارتباط بعض العوامل الأخرى كالالتهابات البكتيرية والفطرية والحالات المناعية الذاتية بالإصابة بهذا الداء.
يتمثل علاج النخالية البيضاء في ثلاث مراحل أساسية: التحكم بالأعراض والتخفيف منها، منع الانتشار واستعادة الصحة العامة للأنسجة المصابة، وفي النهاية الحفاظ عليها صحية ومنع рецидивѕ. يتضمن العلاج عمومًا استخدام مستحضرات موضعية مضادة للفطريات لتهدئة الاحتقان وتعزيز عملية تجديد الخلايا الطبيعية للجلد. في حالات نادرة ومتقدمة للغاية، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية نظامية أقوى كالكورتيزون والميثوتريكسات وغيرها تحت إشراف طبي مباشر لتجنب الآثار الجانبية الضارة المحتملة لهذه الأدوية القوية جداً.
وفي الختام، رغم عدم وجود حل نهائي للنخالية البيضاء لغاية اليوم، إلّا ان هناك طرق فعالة لإدارتها وإدارة نوبات نشاطها المختلفة لتحقيق حياة كريمة وآمنة قدر المستطاع للمصابين بها وبالتالي تحسين نوعيات حياتهم وتحقيق توازن نفسي وجسماني أفضل لهم ولأسرهم أيضا!
