في الإسلام، غسل الجنابة هو أحد الفرائض التي يجب اتباعها بعد حدوث حدث النجاسة الكبرى مثل الجماع أو ظن الجماع. يشمل هذا الغسل تكريم جميع أجزاء الجسم بالماء، بما في ذلك الشعر والشعر الموجود تحت العمامة إن وجدت. أما بالنسبة لغسل الشعر نفسه، فهو ليس متطلباً أساسياً في الغسل ولكن هناك سنة نبوية مشروعة توضح كيفية القيام بذلك بشكل أفضل.
وفقاً للسنة النبوية الشريفة، يمكن للمؤمن الذي يقوم بغسل الجنابة أن يبدأ بتعميم الماء على شعره بدءاً من الجانب الأيمن ومن ثم الانتقال إلى الجانب الأيسر قبل تمريره عبر الجزء الأوسط من الرأس. جاء ذلك في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم حيث قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يغتسل من الجنابة يأمر بحمل شيء بيديه نحونا حلابا".
ومع ذلك، فإن هذه الطريقة ليست إلزامية حسب الشريعة الإسلامية. ما يعتبر ضرورياً حقاً هو مجرد تعميم الماء على كامل الجسم مرة واحدة مصاحباً بالنية المناسبة. أي طريقة أخرى لتحقيق ذلك تعتبر مقبولة بشرط تحقيق الغرض الأصلي للغسل وهو تنظيف الجسم تماماً من آثار الحدث الأكبر. لذلك، حتى لو اختار الشخص عدم استخدام طريقة تحديد الجوانب الثلاث للشعر عند غسله، فلا يعد مخالفاً للشريعة طالما وصل إلى حالة الطهارة اللازمة.
ومن الجدير بالذكر هنا أن البعض قد استدل بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يدلك رأسه ثلاث مرات أثناء الاستحمام بناءً على حديث آخر منسوب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. ومع ذلك، فإن معظم الفقهاء يرون أن هذه العملية -أي الدلك المتعدد للأجزاء المختلفة للرأس- هي أمر مستحب وليست شرط أساسي لإتمام عملية الغسل حسب التعاليم الإسلامية.
وفي النهاية، رغم وجود طرق عدة لممارسة غسل الجنابة وفق التقاليد الإسلامية، يبقى الأمر الأكثر أهمية هو التأكد من الوصول لحالة الطهر الروحي والجسدي عبر تنقية النفس والخلوص منها مما يقبح الدين.