في هذه الفتوى الشاملة، سنناقش كيفية التعامل مع وضع معقد حيث يوجد عبء مالي أثقل الآباء وأصبح مصدر قلق كبير لأولاده الذين يرغبون في المساعدة. إليكم الإرشادات الدقيقة وفقاً للشريعة الإسلامية:

يجب الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل قبل اتخاذ القرار بشأن استخدام الزكاة لصالح الأبوين:

1. حالة العجز المالية للأبوين: إذا تأكدت من أن الأبوين عاجزان تماماً عن سدّ ديونهما وأن تلك الديون تفوق قدرتهم على التسديد بمفردهم، هنا تسمح الشريعة بإعطائهم جزءاً من الزكاة لمساعدتهم. ولكن يجب التأكد أيضاً من عدم وجود موارد أخرى يمكنهم الاستعانة بها لتغطية احتياجات الحياة الأساسية مثل المسكن والمأكل والملبس وغيرها مما يعد ضرورياً للحفاظ على حياتهما الكريم.

2. طبيعة العقارات الواقعة تحت الملكية: بالنسبة للأرض المملوكة والتي هي موضوع نزاع قانوني حاليًا، هناك حالتان محتملتان:

* الحالة الأولى: إذا كانت هذه الأرض مطلوبة للاستخدام الشخصي للأبوين – أي أنها توفر لهم دخلاً عبر الزراعة أو تؤجر لتحقيق لقمة العيش – فهذه الحالة تحظى بالأولوية وتستوجب ترك الأرض لديهم بدلاً من بيعها لسداد الديون. ومع ذلك، ينبغي النظر فيما إذا كانت هناك طريقة مناسبة لإدارة النزاعات القضائية بطريقة تعجل بتسويتها بما يسمح باستخدام الثروة المرغوبة.

* الحالة الثانية: عندما لا تتمكن الأرض من تحقيق أي مردود اقتصادي لفائدة أحد الوالدين بسبب الخلاف القانوني المستمر، فإن الأمر مختلف قليلاً. في ظل الظروف القصوى لهذه الحالة، يُسمح بنقل جزء من الزكاة إلى يديهما كمورد مؤقت لحماية حقوقهما والحؤول دون تهجيرهم مادياً. ومع ذلك، يبقى الحل الأمثل دائمًا محاولة حل المشاكل القانونية أولاً واستعادة ملكية الأرض بشكل رسمي إن أمكن لتجنب الاعتماد المطلق على المساعدات الخيرية المدعومة بالزكوات لاحقا.

خلاصة وتعليمات عامة:

بالنظر لكلتا الحالتين السابق ذكرهما، يبدو أن أفضل نهج ممكن الآنهو التركيز بشدة على إعادة ترتيب الوضع القانوني المرتبط بالعقار محل الاختلاف. وقد يتم التفاوض أيضًا بهدف الوصول لاتفاق ودعم العمليات التحكيمية لعزل جميع التدخلات الخارجية المؤثرة بالسلبعلى مقدرات الأسرة اليومية والمعيشية . وعلى الرغم من محدودية تأثير قرارتنا تجاه التقاضي فهوغير قادر على اختصار الوقت إلّا إنه واجباً عليك تقديمه لمن هم فى مقام واحترام أبويك . أما اذا اقتضى التشاور والاستشارة مع أهل العلم والصلاح للمساعدة فى تحديد خطوط سير العمل المقترحة لهذا الجانب، فالاستعانة برأي المجتهد المثبت أمر محمود ومردوده محمود أيضا بإذن الله عز وجل.

ثالثاً وقبل كل شيء؛ احذر دائماً شعورك بالإحباط بسبب انتكاسات المصاعب وسوء إدارة امور الدنيا لأن رضا الرب سبحانه وتعالى وحده يكفى ويغنينا عن كل خلقه اجمعين. ادعه دوما واشكو اليه امراض القلبوتلك الافكار السوداوية وانتظر فرجه وكرم فضله وانعامه فهو القادر على رفع همهك والكرب عنه إن عملتم صالح الأعمال وصبرتوا وصبرت نفسكما لما فيه رضاه جل وعلا...