الحكم الشرعي بشأن ترجمة خطبة الجمعة غاية في الأهمية، خاصة في المجتمعات المتنوعة ثقافياً وجغرافياً مثل أوروبا. ينطلق الرأي الفقهي المعتمد من عدة محاور رئيسية:
في البداية، ليس هناك اشتراط بأن تكون خطبة الجمعة باللغة العربية فقط. إذا كان معظم الحضور لا يفهمون العربية، فالأفضل أن تكون الخطبة بلغتهم الأصلية. ومع ذلك، قد يكون من المفيد للمجتمع المسلم إدراج المقدمة والأيات القرانية باللغة العربية خلال الخطبة، نظراً لأهميتها الثقافية والدينية. وفقاً لقرار مجمع عالمي فقهي، "ليس ضروريًا أن تكون اللغة العربية هي لغة أداء خطبة الجمعة والعيدين خارج البلدان الناطقة بها"، لكن استعمال العربية عند تقديم مقدمة الخطبة وآيات قرآنية يعد أمرا مرغوبا فيه لتشجيع التعلم والاستماع.
أما بالنسبة لطريقة الترجمة الشائعة حالياً، أي القيام بالترجمة بين الخطبتين بواسطة مترجم آخر، فهي موضع خلاف. النتيجة المحتملة لهذا النهج تتضمن جعل خطبة الجمعة ثلاث خطب بدلاً من اثنتين التقليديتين، مما يؤثر على الهيكل العام لهذه الشعيرة الدينية المهمة. بعض العلماء حذروا من هذه العملية باعتبارها تعديلًا غير مشروع لطقوس الجمعة. بدلاً من ذلك، اقترح العديد من الفقهاء طرقاً أخرى مثل:
- الخطابة بلغة الجمهور الأصلي؛
- استخدام نفس الشخص الذي ي delivers الخطاب لتوفير الترجمة بعد انتهائه مباشرة؛
- اختيار الوقت المناسب؛ أي ترجمة الخطبة بعد الانتهاء وليس أثناء الصلاة نفسها؛
- ترك حرية الاختيار للحاضرين للاستماع للترجمة أو مغادرة المكان عقب نهاية الخطبة الأصلية.
وفي النهاية، يجب تحديد أفضل طريقة بناءً على السياقات المحلية وظروف كل مجتمع مسلم مستقل بذاته. يبقى الأمر الأكثر أهمية هنا هو إيصال الرسالة التعليمية والإرشادية بشكل فعال لكل أفراد المجتمع الإسلامي بغض النظر عن خلفياتهم اللغوية المختلفة.