ما هي الذكريات وكيف تعمل؟

التعليقات · 1 مشاهدات

تأتي الذكريات نتيجة عملية معقدة تتضمن الترميز، الحفظ، والاسترجاع. عند تجربتنا للأحداث، يعمل الدماغ على "تصوير" تلك اللحظات وتحويلها إلى ذكريات قابلة ل

تأتي الذكريات نتيجة عملية معقدة تتضمن الترميز، الحفظ، والاسترجاع. عند تجربتنا للأحداث، يعمل الدماغ على "تصوير" تلك اللحظات وتحويلها إلى ذكريات قابلة للاستدعاء لاحقًا. لهذه الذكريات تأثير كبير على سلوكياتنا اليومية، فهي ليست مجرد انعكاس لما مررنا به فقط، بل تؤثر أيضًا على كيفية إدراكنا للعالم وفهمه.

تخضع الذكريات لتراتبية مختلفة أثناء تسجيلها وتخزينها داخل الدماغ. تبدأ العملية عندما يستقبل الجهاز الحسي المعلومات - وهو خطوة مؤقتة جدًا قد تستمر لأجزاء من الثانية فقط. ثم تمر هذه البيانات عبر مرحلة الذاكرة القصيرة الأجل، حيث يمكن الاحتفاظ بما يصل إلى سبعة عناصر لفترة زمنية محدودة حوالي ٢٠-٣٠ ثانية قبل انتقالها إلى الذاكرة طويلة الأجل إذا كانت ذات أهمية بالنسبة لنا. يُشار إلى أنه بإمكان الأشخاص تحسين قدرتهم على التعامل مع كميات أكبر من المعلومات خلال فترة الذاكرة القصيرة باستخدام تقنيات خاصة مثل التكرار والممارسة المنتظمة.

أما فيما يتعلق بطرق تخزين الذكريات، فإن ذلك يحدث حسب النوع في مناطق محددة من الدماغ بناءً على طبيعتها. تنقسم الذكريات العامة والدقيقة المرتبطة بالأحداث الواضحة والمعرفة المكتسبة عادةً إلى ثلاث مجموعات رئيسية مخزنة بالقشرة المخية الأمامية ولوزة الدماغ والحصين. وفي المقابل، تمثل الذكريات الضمنية المتعلقة بحركات الجسم أساس توارث القدرات العصبية والنفسية بين الأفراد وأحياناً حتى الأجيال التالية لها، مما يساعدنا على القيام بالمهام بدون تفكير مباشر فيها ونظر إليها باعتبار أنها مسلمات معرفية مكتسبة سابقًا لكن ليس لدينا وعياً كاملاً بكيفية اكتسابها أصلاً! تعد الذاكرة قصيرة المدى أيضاً محمية بشكل خاص بواسطة منطقة معينة تسمى القشرة الجبهية للدماغ.

هذه الآليات المعقدة للتذكر تعكس مدى تعقيد وظائف الدماغ وانعكاساتها المباشرة على حياتنا الشخصية والسلوكية بشكل عام.

التعليقات