إذا كنت يا أخي قد حَلَفْت سابقا على ترك أمر ما بهدف الالتزام ولكن ليس لديك ذاكرة دقيقة بشأن التفاصيل المرتبطة بهذا اليمين مثل الفترة الزمنية التي حددتها لنفسك لتغييره ("هل كانت لمدة شهر أو حرمان مدى الحياة") وكذلك الطريقة التي أديت بها اليمين ("هل تحدثت بصوت مرتفع أم مجرد حديث داخلي"، فهذه حالة تُسمى "الشك في اليمين".
في الإسلام، عندما يشك المرء فيما إذا قام بحلف يمين أم لا - خاصة بدون وجود شهود - فهو بريء حتى تثبت المسؤولية. فالافتراض هو براءتك من هذا الحلف حسب القواعد القانونية الإسلامية. يقول الإمام ابن نجيم رحمه الله: "من شك فيما إذا فعل شيئاً أم لا, فالفرضية الأولى هي عدم فعله." وهذا يعني أنه طالما أنت متأكد جزئياً أو تماماً بأنك ربما لم تمارس هذا العمل الذي تعتبره الآن عملاً مذموماً، فنحن نقترح أن تبقى كذلك وأن تسعى للتخلص منه بإرادتك وحسب قناعتك الشخصية والعقلانية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اليمين لا تصبح ملزمة إلا عند التحقق منها والتعبير عنها صراحةً. حسب العلماء، بما في ذلك السرخسي والنووي رحمهما الله، فإن النيات الداخلية ليست كافية لإصدار اليمين؛ يجب أن تكون هناك عبارات مادية مرتبطة بعملية الحلف لتحقيق الصلاحية. وبالتالي، حتى لو كنت تشعر بتلك النوايا داخل قلبك، فلن يتم اعتبار أي منهم باعتباره "يحلف" وفق المعايير الإسلامية التقليدية.
ومن الجدير بالذكر أيضًا قصة الصحابي أبو هريرة رضوان الله عليه حيث علم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الله قد غفر لأمته كل الأفكار والأعمال غير المشخصة والتي لم تتحول إلى أقوال وأفعال فعلية. وفي نفس السياق، أكدت لجنة الفتوى الدائمة لهذا الأمر قائلة إن "النذر واليمين يصيران فعالان فقط بالأفعال المنطوقة وليس الأفكار السرية".
بالنظر لحالة الاستشارة الخاصة بك، نحن نؤيد الرأي القائل بأنه نظراً لشكوكتك المحتملة حول طبيعة وكيفية أدائك للحلف المذكور سابقاً، يحق لك النظر إليه كتفسير صحيح لبراءتك وتحررك منه بناءً علي تلك الشروط الضابطة للشريعة الإسلامية. ومع ذلك، نوصيك باستمرار بذالك القرار بنفسك بدون التعلق بشيء خارجي يمكن ان يؤدي الي الشعور بالإلتزام والإلتزام الشخصي, وذلك كجزء من تعزيز خلق الصدق والثقة بالنفس والثبات أمام الذات.