المهر ليس عوضًا عن الاستمتاع الجنسي: فهم الشريعة الإسلامية حول حق المرأة

التعليقات · 0 مشاهدات

في الحديث النبوي الشريف المتعلق بحالة المتلاعنين، حيث يسأل أحد الأزواج عن مهر زوجته، يوضح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن المال ليس حقا له بمجرد اته

في الحديث النبوي الشريف المتعلق بحالة المتلاعنين، حيث يسأل أحد الأزواج عن مهر زوجته، يوضح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن المال ليس حقا له بمجرد اتهامه زوجته بالتلاعنة (التشهير بغيبة الشهود بدون دليل). ويعطي النبي تعليماته قائلا: "إذا كنت قد صادقت زوجتك واستحللت فرجها، فهذا الحق إليك"، مؤكدا بذلك أن دخول الزوج إلى فراش الزوجية - أي علاقة الزواج بشكل عام - يبرر دفع كامل المهر، ولكن هذا لا يعني أن المهر هو مقابل لاستحلال الفرج أو الصلة الحميمة.

هذا الفهم مهم لتوضيح الطبيعة الحقيقية للمهر في الشريعة الإسلامية. أولاً، يسميه القرآن الكريم "نحلة"، والتي تعني هدية أو عطية، مشيرا إلى أنه غير مرتبط بعمل محدد كتبادل الخدمات كما يحدث في البيع والشراء التقليدديين. ثانيا، الجماع بين الزوجين هو عمل متبادل، وبالتالي فإن مجرد الادخار لن يحقق عدالة التعويض عندما يأخذ أحدهم فقط بينما الآخر يدفع.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن غرض التشريع الإسلامي بشأن المهر ليس فقط ماديا بل رمزيا وقيميا. فهو وسيلة لإكرام المرأة وتعزيز أهميتها داخل المجتمع وزواجها. بالإضافة إلى أنها توفر دافعا مادياً للمرأة للتحضير للحياة الجديدة ضمن أسرة جديدة. لذلك، حتى وإن خاض الزوجان خلافات فيما بعد، تبقى حقوق المرأة محفوظة وفق هذه التعاليم الربانية.

وفي النهاية، رغم وجود نظريات مختلفة لدى فقهاء الإسلام حول طبيعة المهر تماما، إلا أن الرؤية العامة تتفق على أنه ليس مقابلا للاستمتاع الجنسي. بل إنه تقدير لقيمة العلاقات الزوجية واحترام حقوق كل طرف فيها.

التعليقات