الحمد لله، نبدأ بفقه أذكار الصلاة التي هي جزء لا يتجزأ من عبادة الإسلام الخالصة. تُعتبر جميع الأذكار المستندة إلى فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مشروعة تمامًا وشريفة. سواء كانت تلك الأذكار قبل الوضوء، أثناء الاستفتاح، خلال الركوع والسجود، أو عند دخول المسجد وغيرها الكثير. فالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله هو أساس المُسلمين.
على الرغم من وجود اختلاف بين العلماء حول أفضل طريقة لتقديم هذه الأذكار، إلا أن هناك توافق عام بأن الجمع بينها مستحب بشرط عدم إيصال أي ضرر أو شعور بالملل للمؤدين خلف الإمام. وفقاً للنووي وابن علان وابن عثيمين رحمهم الله تعالى، يجب تقديم التسبيحات عند اختيار عدد محدود من الأذكار. كما نصوص الفقهاء تشجع أيضاً على التنويع بين الأذكار المختلفة لمنع التجاهل المتواصل لبعضها.
وفيما يتعلق بمكانة التسبيحات في الركوع والسجود تحديداً، فقد أكدت النصوص الشرعية أهميتها وحددت الحد الأدنى بثلاث تسبيحات كمجموع مناسب. ومع ذلك، لا يوجد مانع شرعي من زيادة هذه التسبيحات طالما أنها تتوافق مع قدرة الشخص وتجنباً للإرهاق أو الملل.
يُشار هنا إلى أنه رغم التنوع الكبير في طرق أداء هذه الأذكار حسب الروايات المنقولة، إلا أنها كلها مستمدة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي دعا إليه التأسي والإتباع. وهذا يعني أن الاختلاف ليس تناقضا وإنما تنوع يعكس شمولية الدين الإسلامي ومرونته.
خلاصة القول، غالبية آراء فقهاء الشريعة الإسلامية تدعم مفهوم الجمع بين الأذكار عندما يسمح الظرف بذلك، خاصة وأن معظم هذه العبادات تتم داخل القلب والخلوة الشخصية للمصلِّي. أما بالنسبة للداعي العام أو الإمام، فتكون حرية التصرف في الطريقة معتمدة بشكل أكبر على قبول الجمهور واستجابة لهم كي لا يصعب الأمر على الآخرين.