الإرشادات الشرعية للاستجابة لدعوة الاخت المتبرجة والخروج برفقتها

في الإسلام، يُعتبر دعم الشخص الآخر في ارتكاب المعصية خطيئة كبيرة. لذلك، عندما تدعوك اختك للمشاركة في نشاط قد يكون فيه مخالفات شرعية مثل الخروج إلى مكا

في الإسلام، يُعتبر دعم الشخص الآخر في ارتكاب المعصية خطيئة كبيرة. لذلك، عندما تدعوك اختك للمشاركة في نشاط قد يكون فيه مخالفات شرعية مثل الخروج إلى مكان عام مرتدية عباءة جذابة وملفتة بصورة تخالف الضوابط الإسلامية، ليس من المناسب قبول الدعوة. هذا التصرف يمكن اعتباره "مساعدةً على الظلم"، وهو أمر تحذرنا الشريعة الإسلامية منه بشدة بناءً على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

على سبيل المثال، جاء في سورة المائدة، الآية رقم 2: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان". هنا يتم التأكيد على أهمية المساعدة والمشاركة فقط في الخير والصلاح. أما بالنسبة لأفعالك الداخلية تجاه وضع عائلتك، خاصة بالتعلق بالأخت المتحيزة للدين، فهي قضية حساسة تتطلب التعامل بالحكمة والحوار البناء. ربما تحتاج إلى التواصل بشكل خاص ومباشر مع والدتك حول مخاوفك بشأن حالة أخواتك. يجب أن يتم تقديم النصائح بطريقة هادئة ومعبر بها عن الحب والاعتبار.

يجب التنويه أيضا أنه حينما يقوم المرء بتقديم النصيحة لمن تعتقد أنه سيسبب لها ضررا أكبر بكثير مما يحقق نفعا أصغر، فقد يكون أفضل الامتناع مؤقتا حتى تتمكن من فهم الوضع وتقييمه بدقة. كل شخص مسؤول عن رعايته الخاصة وفقا للأحاديث النبوية الشهيرة حيث قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته."

ومن المهم جدا عند تنفيذ عملية الانكار الاجتماعي لهذه الأعمال ضد الأعراف الدينية التقليدية - سواء عبر اللسان او العمل – مراعاة درجة الخطر المحتملة المرتبطة بهذا النوع من التدخل. بعض علماء الدين يؤكدون بأنه لا ينبغي القيام بانكار اجتماعي اذا أدى الى ظهور خطر اعظم اكبر من الخطأ الأصلي نفسه. مثال حي لهذا الأمر يعود الى قصة معروفة بين الصحابة رضوان الله عليهم جميعا يتعلق بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم منع قطع اليد خلال الرحلات الحربية بسبب احتمالية رد فعل الانتقام الأكثر فسادا الذي يمكن ان يحدث نتيجة لذلك القرار المفاجئ. وبالتالي، بينما نحن ندعو دائما الى الصلاح وتطبيق الحدود الاسلامية عندما يسمح بذلك القانون المحلي، الا انه وفي نفس الوقت يجب التحلي بالحذر والحكمة لتحديد أفضل مسارات العمل حسب تفاصيل كل حالة فريدة من نوعها.

وفي نهاية المطاف، يبقى دور الوالدين حاسم في توجيه وإرشاد أفراد الاسرة نحو المثل العليا للأخلاق والقيم الإسلامية. ولكن عندما تواجه أسرة تحديات مثل تلك المذكورة هنا, تلعب معرفة ومتابعة التعليم والتوجهات الدينية دورا مهما للغاية لمساعدة الجميع داخل المنزل على فهم وصيانة الطريق المستقيم باستمرار.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات