- صاحب المنشور: زينة العروسي
ملخص النقاش:
في ظل الثورة الرقمية المستمرة التي نعيشها اليوم، أصبح الشباب أكثر انغماسًا في عالم التكنولوجيا المتنوع والمتطور باستمرار. هذا الانخراط الواسع يؤثر بلا شك على جوانب مختلفة من حياتهم، ومن بين هذه الجوانب هي صحتهم العقلية. يشمل التحليل هنا التأثير المحتمل للتفاعل مع الوسائط الاجتماعية، الألعاب الإلكترونية، والأجهزة الذكية على مشاعر القلق، الاكتئاب، واضطرابات النوم لدى الفئات العمرية الشابة.
**التأثيرات الإيجابية والتحديات**
من ناحية إيجابية، توفر التكنولوجيا شبكة دعم اجتماعية افتراضية يمكن الوصول إليها بسهولة وتتيح فرص التعلم الذاتي والمشاركة في مجتمعات عبر الإنترنت ذات الاهتمام المشترك. كما تساهم بعض المنتجات التكنولوجية مثل تطبيقات اليوجا أو التمارين الرياضية المنزلية في تعزيز اللياقة البدنية والحفاظ عليها.
ومع ذلك، فإن الجانب الآخر لهذه العملة يتضمن مجموعة كبيرة ومتزايدة من الآثار السلبية. فالاستخدام المكثف للأجهزة المحمولة قد يساهم في زيادة الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعيين بسبب التقليل من الاتصال الشخصي المباشر. بالإضافة إلى ذلك، يعاني العديد ممن يقضون وقتاً طويل أمام شاشات الكمبيوتر أو الهاتف المحمول من متلازمة العين الجافة والإجهاد البصري وعدم الراحة الجسدية الأخرى.
**وسائل التواصل الاجتماعي والقضايا المرتبطة بها**
تعد وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أكبر القطاعات التقنية المؤثرة على حياة الشباب اليوم. رغم أنها تسمح بمشاركة المعلومات والثقافات المختلفة بسرعة وبكل سهولة، إلا أنه هناك مخاطر محتملة مرتبطة بهذا النوع من الاستخدام. فالبحث عن "الكمال" الذي تقدمه الصور المنشورة عبر تلك الشبكات قد يؤدي لشعور مستخدميها بالنقص ويسبب الضغط النفسي عند عدم تحقيق مستوى مماثل لهم. كذلك تشكل عمليات التنمر الإلكتروني مصدر قلق كبير حيث يمكن لها أن تتسبب في حالات خطيرة من القلق والخوف حتى الانتحار.
**الألعاب الإلكترونية: الترفيه أم الاعتماد؟**
تمتلئ الأسواق حاليًا بأنواع متنوعة ومغرية للغاية من ألعاب الفيديو والتي غالبًا ما تكون مصممة ليكون إدمانيتها مرتفع للغاية. بينما يعتبر الكثير منها مجرد شكل من أشكال الترفيه والسعادة، تبقى حقيقة ضرورة توازن الوقت المنفق عليها بالنسبة لأعمال الحياة الأخرى أهم شيء يجب التركيز عليه لمنع أي آثار غير مرغوب فيها كالشعور بالحصار والفراغ عندما يتم الانقطاع عنها لفترة طويلة مثلاً.
##### مستقبل الصحة النفسية والشباب والأدوات الحديثة
مع استمرار تطوير الأدوات الجديدة والتكنولوجيات الناشئة، يقع علينا مسؤولية ضمان استخدامها بطريقة تحافظ على سلامتنا العقليّة والجسديَّة أيضًا قدر الإمكان. بالتالي يستدعي الأمر تكثيف البحث والدراسات حول مدى تأثر جيلنا الحالي بهذه الآلات والمعرفة بكيفية الحد من السلبيات وتعظيم الإيجابيات ضمن منظومة شاملة للحماية الذاتية لكل فرد منهم خاصة فيما يتعلق بصحتِه الذهنيه بشكل خاص .
إن فهم طبيعة العلاقات المعقدة بين الإنسان والتكنولوجيا أمر حيوي لتحديد الطرق المناسبة لحماية الأفراد الأكثر عرضة للاستغلال الخاطىء لهكذا أدوات وإحداث ثورة معرفية واجتماعية مبنية علي تفاهم عميق للعلاقة المرجوة بينهما وليس اتباع نهجا عشوائيا وقد يغذي المزيد من الاختلافات المجتمعية داخل نطاق الاسرة أو البيئة الأكبر حجما للمحيط الخارجي للفرد نفسه .
