على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن سرطان الثدي يؤثر فقط النساء، إلا أنه يمكن أيضًا تشخيصه لدى الرجال. يعتبر هذا النوع من السرطان نادراً بين الجنس الأقوى، حيث تشير الإحصائيات إلى أنه يتم اكتشاف حالة واحدة كل أكثر من 100 رجلاً سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. ولكن رغم ندرته، فإن فهم طبيعة هذا المرض وأعراضه ومخاطره وعلاجه أمر بالغ الأهمية للرجال وذويهم.
يبدأ سرطان الثدي لدى الرجال بنفس الطريقة التي يحدث بها الأمر مع النساء؛ عندما تبدأ الخلايا غير الطبيعية في النمو خارج نطاق التحكم وتنتشر ربما لتصل لأجزاء أخرى من الجسم خلال مرحلة متقدمة جداً من المرض. قد يشمل ذلك الخصيتين والحوض والدماغ. الأعراض الأولى غالبًا ما تكون كتلة تحت القفا - وهي المنطقة الموجودة أسفل عظمة الصدر مباشرة- والتي تمثل العلامة الأكثر شيوعاً لانطلاق سرطان الثدي عند الرجل. ومع ذلك ، قد تتضمن المؤشرات الأخرى تغييرات في شكل الجلد فوق هذه المنطقة مثل مظهر الحلمة الدائرية أو المنبسط أو حتى الانقلاب نحو الداخل. بالإضافة لذلك ، فقد يعاني بعض المصابون أيضا من ألم فيها.
في حين أن السبب الدقيق لحدوث سرطانات الثدي ليس واضحا تماما بالنسبة لكلا الجنسين، فإنه يُعتقد أنها نتيجة لمجموعة متنوعة ومتشعبة من العوامل البيولوجية والبيئية. تلعب الوراثة دورا هاما، خاصة فيما يعرف بسرطان "الثدي المتعدد الأجيال"، وهو الحالة التي يوجد فيها تاريخ عائلي قوي للإصابة بهذا النوع من السرطان عبر عدة أجيال. كذلك ، قد تساهم عوامل بيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية والهرمونات بشكل كبير في زيادة مخاطر الإصابة.
بالنسبة للعلاج، فهو مشابه لما يستخدم مع مرضى سرطان الثدي الأنثى ولكنه أقل تواترًا بسبب حقيقة كون المرض نادرًا للغاية ضمن مجموعتهم السكانية. يشمل العلاج عمومًا العمليات الجراحية لإزالة الجزء المصاب وهناك أيضاً خيارات علاج إشعاعي وكيميائي حسب شدة وانتشار الحالة الصحية للنظام العام للجسم والعمر والأمراض المرتبطة الأخرى إن وجدت. كما يلعب الدعم النفسي دور مهم طوال فترة المعاناة والمراجعة المنتظمة جزء لا يتجزء منه لتحسين فرصة البقاء طويلة المدى وبالتالي تطوير نهج علاجي شامل مبتكر للتكيّف الجسماني والنفساني لهذه المواقف الخاصة بإدارة مرض خطير كسرطانات الثدي لدى الرجال تحديدا .