على الرغم من شيوع استخدام بعض الأدعية لتوديع عام هجري ودخول الآخر، فإن البحث في النصوص الشرعية لم يكشف عن وجود حديث نبوي صريح يخص هذا الأمر. الراوي الشهير لأحد هذه الأدعية هو الطبراني في كتاب "المعجم الأوسط"، ولكن إسناده ضعيف بسبب الترجيحات حول ثقة راويه رشدين بن سعد.
ومع ذلك، هناك سند أقوى لهذا الدعاء متابعة حيوة بن شريح الراوي الذي يُعتبر آثراً صحياً أقرب إلى الصحة. فقد نقلاً عنه البغوي في كتاب "معجم الصحابة" بأن الصحابة كانوا يحفظونه ويتعلمونه مثل حفظهم للقرآن الكريم. ويبدو أن أهمية هذا الدعاء تكمن في توقيته المرتبط بدخول شهر أو سنة جديدة.
ومن وجهة نظر علمية، يندرج هذا النوع من الأخبار تحت فئة "الأخبار الآثارية". رغم أنها ليست مروية بشكل واضح وكامل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أنها تعكس التقليد والتقاليد التي تتبعها المجتمع الإسلامي المبكر والتي يمكن اعتبارها جزءاً مهماً من تراثنا الثقافي والديني.
وفي حين أن هذا الدعاء ليس مؤكد المصدر من خلال الحديث النبوي، إلا أنه يجسد روح العبادة والتوجه نحو الله خلال الفترات المهمة في حياة المسلمين. لذلك، بينما يجب عدم الاعتماد الكلي على هذا الدعاء باعتباره فرضاً دينياً، فإنه بالتأكيد إجراء جيد وخيار مناسب للإعلان عن الانطلاق في فترة جديدة بحضور الله واستقبله برضا منه وبعيدا عن مساعي الشيطان.
والله أعلى وأعلم.